إن تحقيق الأمن والسلامة والاستقرار للمبانى السكنية هي من الشروط عامة، ولكن مراعاة العادات والتقاليد الاسلامية والبيئة المُناخية والاجتماعية تبقى من الشروط الخاصة بالعمارة الاسلامية.
وعندما باشر الرسول صلى الله عليه وسلم بناء المدينة قام ببناء مساكنه إلى جوار المسجد، قال الكتاني في التراتيب : ( بنى صلى الله عليه وسلم مساكنه إلى جنب المسجد باللبن، وسقفها بجذوع النخل والجريد، وكان محيطها مبنيا باللبن، وقواطعها الداخلة من الجريد المكسو بالطين ، وجعل لها أبواب ونوافذ متقنة للتهوية، داعية إلى السهولة في الدخول والخروج وخفة الحركة، مع وفر الزمن والسرعة إلى المقصد) .
وبذلك يعطينا نبينا صلى الله عليه وسلم درساً هاماً في أهمية استعمال مواد البيئة المحيطة.
وعن هديه صلى الله عليه وسلم في تدبيره لأمر المسكن، يقول ابن القيم الجوزية :
(لما علم صلى الله عليه وسلم أنه على ظهر سير، وأن الدنيا مرحلة مسافر ينزل فيها مدة عمره، ثم ينتقل عنها إلى الآخرة، لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه، ومن تبعه، الاعتناء بالمساكن وتشييدها وتعليتها وزخرفتها وتوسيعها، بل كانت من أحسن منازل المسافر، تقي الحر والبرد، وتستر عن العيون، وتمنع من ولوج الدواب، ولا يخاف سقوطها لفرط ثقلها، ولا تعشش فيها الهوام لسعتها، ولا تتأثر بالأهوية والرياح المؤذية لارتفاعها، وليست تحت الأرض فتؤذي ساكنها، ولا في غاية الارتفاع عليه، بل وسط، وتلك أعدل المساكن وأنفعها، وأقلها حرا وبردا، ولا تضيق عن ساكنها فينحصر، ولا تفضل عنه بغير منفعة ولا فائدة فتأوي الهوام في خلوها، ولم يكن فيها كنف فتؤذي ساكنها برائحتها، بل رائحتها من أطيب الروائح ، لأنه كان يحب الطيب، ولا يزال عنده، وريحه هو من أطيب الرائحة، وعرقه من أطيب الطيب، ولم يكن في الدار كنيف تظهر رائحته، ولا ريب أن هذه من أعدل المساكن وأنفعها، وأوفقها للبدن، وحفظ صحته) .
وفي هذا النص الموجز، عرض للشروط التي يجب توافرها في المنزل الإسلامي، مثل البساطة، والخصوصية، والتوافق مع البيئة.
وهي شروط انعكست كثيرا على عمارة المنازل عبر العصور الإسلامية حيث روعى فيها النواحي الصحية، والخصوصية والاستفادة من أنظمة التهوية التقليدية من ملاقِف هوائية رطبة وتأمين العزل الحراري، وتوفير الطاقة الكهربائية، والإفادة من الطاقة الشمسية، ومن المواد العازلة التقليدية، وتحاشي الأسمنت إلا في الحالات الضرورية بسبب ناقليته للحرارة والبرودة الخارجية على عكس الطين والخشب.
ولأن العمارة الاسلامية تفاعلت وتوافقت مع البيئة المحيطة فهذا يفسر بقاء هذه الابنية مئات السنين دون أن تتصدع أو تؤثر عليها عوامل التعرية .
فالعوامل البيئية كالرياح والحرارة وأشعة الشمس والمياه تؤثر على جودة المبانى وبقائها وفى توفير البيئة الصحية اللازمة لشاغليها إذا استغلت هذه العوامل الاستغلال العلمى الأمثل.
فالحرارة الناتجة عن أشعة الشمس تبلغ أقصاها فى فترة الظهر حتى الساعة الثالثة عصراً. وبغروب الشمس تبدأ درجات الحرارة فى الانخفاض وتظل فى الهبوط حتى ما قبل منتصف الليل حيث ترتفع قليلاً لانبعاث الحرارة الكامنة فى الأرض من حرارة النهار ثم تثبت ما قبل الفجر.
وهذا ما روعى فى تصميم المبانى والمساجد فنجد الفناء الذى يتوسط المبنى حيث يعمل على تخزين هواء الليل البارد كى يُستخدم أثناء النهار. ففى الليل يتخلص المبنى من الحرارة المكتسبة نهاراً، وفى نفس الوقت يهبط الهواء البارد إلى الفناء ويملأه.
وفى النهار يعود المبنى ليكتسب حرارة النهار من خلال حوائطه وأسقفه، فى الوقت الذى يحافظ فراغ الفناء على محتواه من الهواء البارد. فيتسرب الهواء البارد من فتحات المبنى المطلة على الفناء ويملأ فراغاته الداخلية.
ويتحدد شكل الفناء حسب البعد من خط الاستواء .. فكلما اقتربنا منه زاد ارتفاع الفناء وقل مسطحه الأفقى .. وكلما بَعُد عنه قل ارتفاعه وزاد مسطحه الأفقى.
كما أن هذه الافنية بها كسرات بالحوائط وكاسرات لأشعة الشمس تساعد على الحصول على ظلال كافية تساعد على حدوث فرق فى درجات الحرارة تؤدى الى حدوث خلخلة هواء مما يساعد على حركة الهواء والتهوية.
كما أن توجيه المبانى ناحية الشمال أو الجنوب أو نحو الشرق أو الغرب لاقى إهتماماً كبيراً فى العمارة الاسلامية فنجد أن الواجهة الأكبر من المبنى تكون نحو ملاقف الهواء السائد بالمنطقه للحصول على اقصى تهوية للفراغات الداخلية .
وهناك أيضاً المشربيات ذات الفتحات الضيقة والتى توجه ناحية هذه الملاقف الهوائية حيث تسمح بدخول الهواء النقى دون الاتربة.
و مواد البناء من العوامل التى تشترك مع العوامل السابقة على تأكيد قدرة الأبنية فى الاحتفاظ بالحرارة أو منع اكتسابها من البيئة المحيطة. فمواد البناء لديها من الخواص الحرارية التى تعوق أو تؤخر وصول الحرارة من الخارج إلى الداخل وهذا يعتمد على تكوينها وسمكها، بالإضافة إلى ملمس سطحها ولونها.
فالسطح الخشن له من الخصائص التى تساعد على رد جزء من الأشعة الحرارية الساقطة بفعل أشعة الشمس والجزء الآخر يمتص داخل المادة .
وعندما باشر الرسول صلى الله عليه وسلم بناء المدينة قام ببناء مساكنه إلى جوار المسجد، قال الكتاني في التراتيب : ( بنى صلى الله عليه وسلم مساكنه إلى جنب المسجد باللبن، وسقفها بجذوع النخل والجريد، وكان محيطها مبنيا باللبن، وقواطعها الداخلة من الجريد المكسو بالطين ، وجعل لها أبواب ونوافذ متقنة للتهوية، داعية إلى السهولة في الدخول والخروج وخفة الحركة، مع وفر الزمن والسرعة إلى المقصد) .
وبذلك يعطينا نبينا صلى الله عليه وسلم درساً هاماً في أهمية استعمال مواد البيئة المحيطة.
وعن هديه صلى الله عليه وسلم في تدبيره لأمر المسكن، يقول ابن القيم الجوزية :
(لما علم صلى الله عليه وسلم أنه على ظهر سير، وأن الدنيا مرحلة مسافر ينزل فيها مدة عمره، ثم ينتقل عنها إلى الآخرة، لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه، ومن تبعه، الاعتناء بالمساكن وتشييدها وتعليتها وزخرفتها وتوسيعها، بل كانت من أحسن منازل المسافر، تقي الحر والبرد، وتستر عن العيون، وتمنع من ولوج الدواب، ولا يخاف سقوطها لفرط ثقلها، ولا تعشش فيها الهوام لسعتها، ولا تتأثر بالأهوية والرياح المؤذية لارتفاعها، وليست تحت الأرض فتؤذي ساكنها، ولا في غاية الارتفاع عليه، بل وسط، وتلك أعدل المساكن وأنفعها، وأقلها حرا وبردا، ولا تضيق عن ساكنها فينحصر، ولا تفضل عنه بغير منفعة ولا فائدة فتأوي الهوام في خلوها، ولم يكن فيها كنف فتؤذي ساكنها برائحتها، بل رائحتها من أطيب الروائح ، لأنه كان يحب الطيب، ولا يزال عنده، وريحه هو من أطيب الرائحة، وعرقه من أطيب الطيب، ولم يكن في الدار كنيف تظهر رائحته، ولا ريب أن هذه من أعدل المساكن وأنفعها، وأوفقها للبدن، وحفظ صحته) .
وفي هذا النص الموجز، عرض للشروط التي يجب توافرها في المنزل الإسلامي، مثل البساطة، والخصوصية، والتوافق مع البيئة.
وهي شروط انعكست كثيرا على عمارة المنازل عبر العصور الإسلامية حيث روعى فيها النواحي الصحية، والخصوصية والاستفادة من أنظمة التهوية التقليدية من ملاقِف هوائية رطبة وتأمين العزل الحراري، وتوفير الطاقة الكهربائية، والإفادة من الطاقة الشمسية، ومن المواد العازلة التقليدية، وتحاشي الأسمنت إلا في الحالات الضرورية بسبب ناقليته للحرارة والبرودة الخارجية على عكس الطين والخشب.
ولأن العمارة الاسلامية تفاعلت وتوافقت مع البيئة المحيطة فهذا يفسر بقاء هذه الابنية مئات السنين دون أن تتصدع أو تؤثر عليها عوامل التعرية .
فالعوامل البيئية كالرياح والحرارة وأشعة الشمس والمياه تؤثر على جودة المبانى وبقائها وفى توفير البيئة الصحية اللازمة لشاغليها إذا استغلت هذه العوامل الاستغلال العلمى الأمثل.
فالحرارة الناتجة عن أشعة الشمس تبلغ أقصاها فى فترة الظهر حتى الساعة الثالثة عصراً. وبغروب الشمس تبدأ درجات الحرارة فى الانخفاض وتظل فى الهبوط حتى ما قبل منتصف الليل حيث ترتفع قليلاً لانبعاث الحرارة الكامنة فى الأرض من حرارة النهار ثم تثبت ما قبل الفجر.
وهذا ما روعى فى تصميم المبانى والمساجد فنجد الفناء الذى يتوسط المبنى حيث يعمل على تخزين هواء الليل البارد كى يُستخدم أثناء النهار. ففى الليل يتخلص المبنى من الحرارة المكتسبة نهاراً، وفى نفس الوقت يهبط الهواء البارد إلى الفناء ويملأه.
وفى النهار يعود المبنى ليكتسب حرارة النهار من خلال حوائطه وأسقفه، فى الوقت الذى يحافظ فراغ الفناء على محتواه من الهواء البارد. فيتسرب الهواء البارد من فتحات المبنى المطلة على الفناء ويملأ فراغاته الداخلية.
ويتحدد شكل الفناء حسب البعد من خط الاستواء .. فكلما اقتربنا منه زاد ارتفاع الفناء وقل مسطحه الأفقى .. وكلما بَعُد عنه قل ارتفاعه وزاد مسطحه الأفقى.
كما أن هذه الافنية بها كسرات بالحوائط وكاسرات لأشعة الشمس تساعد على الحصول على ظلال كافية تساعد على حدوث فرق فى درجات الحرارة تؤدى الى حدوث خلخلة هواء مما يساعد على حركة الهواء والتهوية.
كما أن توجيه المبانى ناحية الشمال أو الجنوب أو نحو الشرق أو الغرب لاقى إهتماماً كبيراً فى العمارة الاسلامية فنجد أن الواجهة الأكبر من المبنى تكون نحو ملاقف الهواء السائد بالمنطقه للحصول على اقصى تهوية للفراغات الداخلية .
وهناك أيضاً المشربيات ذات الفتحات الضيقة والتى توجه ناحية هذه الملاقف الهوائية حيث تسمح بدخول الهواء النقى دون الاتربة.
و مواد البناء من العوامل التى تشترك مع العوامل السابقة على تأكيد قدرة الأبنية فى الاحتفاظ بالحرارة أو منع اكتسابها من البيئة المحيطة. فمواد البناء لديها من الخواص الحرارية التى تعوق أو تؤخر وصول الحرارة من الخارج إلى الداخل وهذا يعتمد على تكوينها وسمكها، بالإضافة إلى ملمس سطحها ولونها.
فالسطح الخشن له من الخصائص التى تساعد على رد جزء من الأشعة الحرارية الساقطة بفعل أشعة الشمس والجزء الآخر يمتص داخل المادة .