أهم المدن الأندلسية
غرناطة
غرناطة مدينة جميلة في جنوب أسبانيا عاصمة بني زيرى من ملوك الطوائف وعاصمة بنى الأحمر، استطاع الأسبان أن يوقعوا الفتنة بين خلفاء علي بن الحسن ولما تم لهم ذلك حاصروا غرناطة وأرسل فرديناند ملك أسبانيا رسله الى قادة غرناطة المسلمة العربية بالاستسلام فرفضوا فنزل جيش أسباني مكون من 25 ألف جندي واتجهوا صوب المزارع والحدائق وخربوها عن آخرها حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه أو يقتاتون عليه نفس سياسة العدو الصهيوني اليوم في فلسطين تخريب المزارع المثمرة بالزيتون والنخيل والعنب والمحاصيل الأخرى حتى يجوع الناس يجوع المسلمون فلا يجدون قوت يومهم وبذلك تنهار اراداتهم ويركعون مع الراكعين لعدوهم.
ثم جهزت ملكة أسبانيا ايزبيلا جيشا آخر من 50 ألف مقاتل لقتال المسلمين في القلاع والحصون الباقية وبعد قتال مرير استسلمت المدينة وسقطت في أيدي الأسبان.
لقد استمر حكم المسلمين 800 عام للأندلس بدون انقطاع الا ان الافتتان بالدنيا ونعيمها الزائل والتحالف مع الأعداء وموالاتهم ضد الاخوة والثقة في الواشين وتقريب الأعداء والاستعانة بهم على القضاء على الاخوة كل هذه الأسباب عجلت بانهيار الدولة الاسلامية في الاندلس وأضاعت أرضا إسلامية فتحت من قبل على جثث وجماجم المقاتلين الشهداء من المسلمين العظام الذين أرادوا إخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد دون ملل أو كلل حتى سطع نور الاسلام ثمانية قرون على هذه الأرض وها هي أوروبا كلها تعلق الزينات وتدق طبول الفرح بسقوط غرناطة وانتهاء النفوذ السياسي الاسلامي العربي الحاكم في الاندلس.
لقد اجتمع العلماء والفقهاء في قصر الحمراء واتفقوا على الاستسلام واختاروا الوزير أبا القاسم عبدالملك لمفاوضة ملك أسبانيا فرديناند واشتملت المعاهدة التي وقعها الطرفان على سبعة وستين بندا كان أهمهما أن تظل مساجد المسلمين مفتوحة ولا تمس بسوء والا يدخل النصارى دار مسلم الا باذنه وأن يأمن المسلمون على أرضهم ومزارعهم وأملاكهم وأنفسهم وأموالهم وأهلهم والا يولى على المسلمين أي نصراني وأن يتمتع المسلمون بممارسة شعائر الاسلامم وأن يكون للمسلمين حرية الحركة في السفر والتنقل والتجارة والا يقهر مسلم على الدخول في النصرانية، أقول النصرانية لأن كلمة المسيحية لم يرد بها نص لا في القرآن الكريم ولا في السنة المحمدية المطهرة فهم نصارى.
وخرج أبو عبدالله بن أبي الحسن ملك غرناطة من قصر الحمراء وهو يبكى كالنساء حاملا مفاتيح مدينته وملكه الزائل فأعطاها الملكة أيزبيلا وزوجها فريناند.
لقد استحق بخيانته أن يبكي لأنه تحالف مع الأسباب من قبل لهزيمة عمه بل قاتل عمه أبا عبدالله الزغل وراح ضحية معارك المسلمين مع بعضهم خيرة القادة وعشرات الآلاف من الجند المسلمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) إن موالات النصارى ويهود تورد صاحبها الى التهلكة وها هو ملك غرناطة يخرج ذليلا باكيا لأنه لم يتمسك بدينه ولم يفهم ما فيه من حكمة كان طماعا قصير النظر. وبعدها.. هل التزم فرديناند ببنود الاتفاقية التي وقعها؟! أبدا لم ينفذ من الاتفاقية حرفا واحدا إن شيمتهم الغدر دائما، وأخذوا في حرق المساجد وتدمير المنازل منازل المسلمين ونظموا حملة لخطف أبناء المسلمين وبناتهم واجبروهم على التنصر بالقوة وجمعوا حوالي نصف مليون مسلم في سفن وألقوا بهم في البحر.
وظهرت محاكم التفتيش تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره فهام المسلمون على وجوههم في الجبال وأصدرت محاكم التفتيش الأسبانية تعليماتها للكاردينال سيسيزوس لتنصير بقية المسلمين في أسبانيا والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى كاثوليك وتم تحويل مسجد غرناطة الجامع الى كاتدرائية وأحرقت المصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه والعقيدة وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكاما بالحرق على أعواد الحطب المشتعل على المسلمين وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة، أمام الناس إن هذا العمل البربري هو وصمة عار في تاريخ أوروبا عامة وأسبانيا خاصة.
قرطبة
( حاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس )
قرطبة مدينة في الجزء الجنوبي من إسبانيا عاصمة مقاطعة قرطبة ، تقع على نهر الوادي الكبير، يحدها من الشمال مدينة ماردة ، ومن الجنوب مدينة قرمونة ، ومن الغرب مدينة اشبيلية ، خضعت لحكم الرومان والقوط الغربيين ومن ثم بسط العرب سلطانهم عليها من ( 711 م /1236 م ). فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 92 هـ وكان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان . لقد بلغت قرطبة في عصر الخلافة الأموية أوج عظمتها ، وتألقها الحضاري في حين كانت أوروبا ما تزال غارقة في أعماق التأخر والجهل والانحطاط ، وقد سعت الدول الكبرى في العالم يومئذ إلى مهادنة قرطبة والتقرب من خلفائها والتزلف لهم ، فقصدها السفراء والملوك ، وهكذا ذاعت شهرة قرطبة في أنحاء العالم ، وانتجعها الناس من المشرق والمغرب بحيث أصبحت دار الهجرة للعلم ، واعتبرت قرطبة أعظم مدن الأندلس والمغرب عمرانا، وثالثة مدن العالم الوسيط كبر مساحة ، فيها خلاصة حضارة الأندلس ، وبعد سقوط الدولة الأموية انتقلت الأندلس إلى حكم الدولة العباسية سنة 132 هـ. لكن في سنة 138 هـ نجح الأمير عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش في إحياء دولة بني أمية في الأندلس ، وقوى أمر المسلمين من جديد في عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ، ومن بعده عبد الرحمن بن هشام الملقب بالأوسط حيث استتب الأمر في عهده وساد النظام فانصرف إلى العلم والبناء والاهتمام بشؤون الدولة ، ودخل في عهده كثير من النصارى في الإسلام وهكذا توالى على حكم الأندلس أمراء بني أمية حتى وفات المنصور وابنه ، فتوالت الفتن وظهر عصر ملوك الطوائف الذين كانت المنازعات بينهم من اكبر أسباب ضياع الأندلس ، ومن اشهر ملوك الطوائف المعتمد بن عباد الذي استنجد بيوسف بن تاشفين عندما ضغط عليه النصارى ، فقام يوسف بن تاشفين بتوحيد بلاد الأندلس مرة ثانية واستطاع أن ينتصر على النصارى في موقعة الزلاقة ، وظهور دولة الموحدين في المغرب وظهور الخلافات بينهما وبين المرابطين أضعفت دولة المرابطين وظهر ملوك الطوائف في الأندلس من جديد .
من أهم معالم وآثار قرطبة ، قصر قرطبة القديم الذي اتخذه عبد الرحمن الداخل مقرا له ، قصر الرصافة - والمسجد الجامع - ونهر قرطبة الكبير - وحمامات قرطبة وكان يوجد بها 900 حمام في الوقت الذي كانت أوروبا تعيش قمة الجهل و كثرة الأمراض - وهناك دار الروضة وهي قصر عبد الرحمن الناصر .
من أهم أعلامها : ابن حزم الظاهري صاحب المحلى - والفقيه زياد بن عبد الرحمن - والفقيه يحي بن الليث - وأبو القاسم - والشاطبي
مدينة اشبيلية
تقع مدينة اشبيلية في الأندلس ( إسبانيا حاليا ) وكانت فيما مضى عاصمة مملكة اشبيلية ، كانت على جانب من الأهمية أيام الفينيقيين ، اتخذها الرومان عاصمة لمقاطعة بيتيكا ، وبنو بجوارها مدينة اتاليكا ، أصبحت أهم مدن جنوب إسبانيا أيام الونداليين والقوط الغربيين ، تتصل بالمحيط الأطلنطي بنهر الوادي الكبير، وهي عروس بلاد الأندلس لأنها تاج الشرف وفي عنقها سمط النهر الأعظم ، ليس في الأرض أتم حسنا من هذا النهر ، يضاهي دجلة والفرات والنيل ، تسير القوارب فيه للنزهة والصيد تحت ظلال الثمار وتغريد الأطيار مسافة 24 ميلا .
فتح المسلمون اشبيلية في شعبان 94 هـ / 713 م بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهر، وأقام عليها عيسى بن عبد الله الطويل وهو أول ولاتها من المسلمين ، وفي سنة 95 هـ خلف عبد العزيز بن موسى بن نصير أباه واليا على الأندلس واستقر في اشبيلية واتخذها عاصمة له ، وفي سنة 97 هـ قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير في اشبيلية وولي الأندلس بعده أيوب بن حبيب اللخمي الذي نقل العاصمة إلى قـرطبة وفي سنة 214 هـ بنى عبد الرحمن الأوسط فيها المسجد الجامع الأول ، وفي سنة 226 هـ أغار النورمان على اشبيلية واحرقوا جامعها ولكن القوات الأندلسية أنزلت بهم هزيمة نكراء عند طلياطة شمال اشبيلية ، وفي سنة 231 هـ بني سـور المدينة الأول ودار الصناعة التي لا تزال باقية إلى الآن في موضعها . وفي سنة 300 هـ قضى عبد الرحمن الناصر على ثورة بني الحجاج وبني خلدون في اشبيلية ، وفي سنة 301 هـ هدم ابن السليم أول عمال عبد الرجمن الناصر سور اشبيلية وجدد بناء قصر الإمارة . وفي سنة 414 هـ بدا عصر الطوائف ، حيث استبد أبو القاسم محمد بن عباد قاضي اشبيلية بحكومتها وانشأ دولة بني عباد . وفي سنة 484 هـ سقطت اشبيلية وقرطبة في يد المرابطين واستولى القائد سيربن أبى بكر على اشبيلية وهدم قصور بني عباد وفي سنة 549 هـ انتهى حكم المرابطين في اشبيلية على يد القائد الموحدي براز بن محمد المسوفي واتخذ من اشبيلية عاصمة له في حكم الأندلس . وفي سنة 580 هـ اعد أبو يعقوب يوسف في اشبيلية حملته الكبرى على غرب الأندلس واستشهد أثناء معركة " شفترين " في البرتغال وولى بعده ابنه يعقوب . وفي 596 هـ انتهى العصر الذهبي لاشبيلية بعد وفاة يعقوب الذي لقب نفسه بالمنصور ، وفي غرة شعبان 646 هـ حاصر فرديناند الثالث اشبيلية واستولى عليها بعد حصار دام سنة وخمسة اشهر . وبعد سقوطها حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استعادة المدينة من النصارى إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وبذلك ضاعت اشبيلية من أيدي المسلمين . رغم انتهاء حقبة مزدهرة من الزمن للمسلمين في اشبيلية إلا أن معالم حضارتهم هناك لم تزل باقية كشاهد على حضارة المسلمين الراقية في اشبيلية من بين هذه المعالم المسجد الجامع الذي بناه الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف ولم يبق منه إلا المئذنة ، ومسجد جامع آخر الذي بناه محمد بن عمر بن عديس الذي تحول فيما بعد إلى كنيسة السلفادور ، وهناك برج الذهب الذي بناه حاكم اشبيلية الأمير الموحدي أبو العلاء إدريس ، وقصور البحيرة وحدائقها .
ومن أعلام اشبيلية ، ابن رشد الفقيه وابن العربي المحدث والقاضي عياض بن موسى وأبو بكر بن خير ، ومن الشعراء ابن حمديس وابن هانئ وابن قزمان
طليطلة toledo
مدينة قديمة في أسبانيا تقع في وسط شبه جزيرة أيبريا على مسافة 91 ك جنوبي غربي مدريد ويحيط بها نهر (التاجو) من جهات ثلاث في واد عميق يسقي مساحات شاسعة من أراضيها. كانت مزدهرة أيام الرومان وتسمى (توليتم ( toletum ثم صارت حاضرة الدولة القوطية. احتلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 92 هـ (713 م) وجعلوها قاعدة الثغر الأدنى للدولة الإسلامية وحينما سقطت دولة الخلافة الأموية وانقسمت الأندلس إلى طوائف كانت طليطلة مستقلة يحكمها بنو ذي النون سنة 427 هـ (1035م ) وهم من زعماء البربر وسقطت طليطلة في يد ملك (قشتالة) (الفونسو السادس) في المحرم سنة 487 هـ 1085 م وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأسوارها وطابعها العربي. كانت مركزا لحركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية ومنها انتشرت الحضارة الإسلامية في أوربا في العصور الوسطى ينتسب إليها كثير من العلماء منهم عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي ومحمد بن عبدالله بن عيشون الطليطلي وصاعد الأندلسي صاحب كتاب طبقات الأمم المتوفي سنة 462 هـ وابن مهند عبدالرحمن بن محمد اللخمي الطبيب العالم بالفلاحة والصيدلة المتوفي سنة 467 هـ وغيرهم
غرناطة
غرناطة مدينة جميلة في جنوب أسبانيا عاصمة بني زيرى من ملوك الطوائف وعاصمة بنى الأحمر، استطاع الأسبان أن يوقعوا الفتنة بين خلفاء علي بن الحسن ولما تم لهم ذلك حاصروا غرناطة وأرسل فرديناند ملك أسبانيا رسله الى قادة غرناطة المسلمة العربية بالاستسلام فرفضوا فنزل جيش أسباني مكون من 25 ألف جندي واتجهوا صوب المزارع والحدائق وخربوها عن آخرها حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه أو يقتاتون عليه نفس سياسة العدو الصهيوني اليوم في فلسطين تخريب المزارع المثمرة بالزيتون والنخيل والعنب والمحاصيل الأخرى حتى يجوع الناس يجوع المسلمون فلا يجدون قوت يومهم وبذلك تنهار اراداتهم ويركعون مع الراكعين لعدوهم.
ثم جهزت ملكة أسبانيا ايزبيلا جيشا آخر من 50 ألف مقاتل لقتال المسلمين في القلاع والحصون الباقية وبعد قتال مرير استسلمت المدينة وسقطت في أيدي الأسبان.
لقد استمر حكم المسلمين 800 عام للأندلس بدون انقطاع الا ان الافتتان بالدنيا ونعيمها الزائل والتحالف مع الأعداء وموالاتهم ضد الاخوة والثقة في الواشين وتقريب الأعداء والاستعانة بهم على القضاء على الاخوة كل هذه الأسباب عجلت بانهيار الدولة الاسلامية في الاندلس وأضاعت أرضا إسلامية فتحت من قبل على جثث وجماجم المقاتلين الشهداء من المسلمين العظام الذين أرادوا إخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد دون ملل أو كلل حتى سطع نور الاسلام ثمانية قرون على هذه الأرض وها هي أوروبا كلها تعلق الزينات وتدق طبول الفرح بسقوط غرناطة وانتهاء النفوذ السياسي الاسلامي العربي الحاكم في الاندلس.
لقد اجتمع العلماء والفقهاء في قصر الحمراء واتفقوا على الاستسلام واختاروا الوزير أبا القاسم عبدالملك لمفاوضة ملك أسبانيا فرديناند واشتملت المعاهدة التي وقعها الطرفان على سبعة وستين بندا كان أهمهما أن تظل مساجد المسلمين مفتوحة ولا تمس بسوء والا يدخل النصارى دار مسلم الا باذنه وأن يأمن المسلمون على أرضهم ومزارعهم وأملاكهم وأنفسهم وأموالهم وأهلهم والا يولى على المسلمين أي نصراني وأن يتمتع المسلمون بممارسة شعائر الاسلامم وأن يكون للمسلمين حرية الحركة في السفر والتنقل والتجارة والا يقهر مسلم على الدخول في النصرانية، أقول النصرانية لأن كلمة المسيحية لم يرد بها نص لا في القرآن الكريم ولا في السنة المحمدية المطهرة فهم نصارى.
وخرج أبو عبدالله بن أبي الحسن ملك غرناطة من قصر الحمراء وهو يبكى كالنساء حاملا مفاتيح مدينته وملكه الزائل فأعطاها الملكة أيزبيلا وزوجها فريناند.
لقد استحق بخيانته أن يبكي لأنه تحالف مع الأسباب من قبل لهزيمة عمه بل قاتل عمه أبا عبدالله الزغل وراح ضحية معارك المسلمين مع بعضهم خيرة القادة وعشرات الآلاف من الجند المسلمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) إن موالات النصارى ويهود تورد صاحبها الى التهلكة وها هو ملك غرناطة يخرج ذليلا باكيا لأنه لم يتمسك بدينه ولم يفهم ما فيه من حكمة كان طماعا قصير النظر. وبعدها.. هل التزم فرديناند ببنود الاتفاقية التي وقعها؟! أبدا لم ينفذ من الاتفاقية حرفا واحدا إن شيمتهم الغدر دائما، وأخذوا في حرق المساجد وتدمير المنازل منازل المسلمين ونظموا حملة لخطف أبناء المسلمين وبناتهم واجبروهم على التنصر بالقوة وجمعوا حوالي نصف مليون مسلم في سفن وألقوا بهم في البحر.
وظهرت محاكم التفتيش تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره فهام المسلمون على وجوههم في الجبال وأصدرت محاكم التفتيش الأسبانية تعليماتها للكاردينال سيسيزوس لتنصير بقية المسلمين في أسبانيا والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى كاثوليك وتم تحويل مسجد غرناطة الجامع الى كاتدرائية وأحرقت المصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه والعقيدة وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكاما بالحرق على أعواد الحطب المشتعل على المسلمين وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة، أمام الناس إن هذا العمل البربري هو وصمة عار في تاريخ أوروبا عامة وأسبانيا خاصة.
قرطبة
( حاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس )
قرطبة مدينة في الجزء الجنوبي من إسبانيا عاصمة مقاطعة قرطبة ، تقع على نهر الوادي الكبير، يحدها من الشمال مدينة ماردة ، ومن الجنوب مدينة قرمونة ، ومن الغرب مدينة اشبيلية ، خضعت لحكم الرومان والقوط الغربيين ومن ثم بسط العرب سلطانهم عليها من ( 711 م /1236 م ). فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 92 هـ وكان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان . لقد بلغت قرطبة في عصر الخلافة الأموية أوج عظمتها ، وتألقها الحضاري في حين كانت أوروبا ما تزال غارقة في أعماق التأخر والجهل والانحطاط ، وقد سعت الدول الكبرى في العالم يومئذ إلى مهادنة قرطبة والتقرب من خلفائها والتزلف لهم ، فقصدها السفراء والملوك ، وهكذا ذاعت شهرة قرطبة في أنحاء العالم ، وانتجعها الناس من المشرق والمغرب بحيث أصبحت دار الهجرة للعلم ، واعتبرت قرطبة أعظم مدن الأندلس والمغرب عمرانا، وثالثة مدن العالم الوسيط كبر مساحة ، فيها خلاصة حضارة الأندلس ، وبعد سقوط الدولة الأموية انتقلت الأندلس إلى حكم الدولة العباسية سنة 132 هـ. لكن في سنة 138 هـ نجح الأمير عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش في إحياء دولة بني أمية في الأندلس ، وقوى أمر المسلمين من جديد في عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ، ومن بعده عبد الرحمن بن هشام الملقب بالأوسط حيث استتب الأمر في عهده وساد النظام فانصرف إلى العلم والبناء والاهتمام بشؤون الدولة ، ودخل في عهده كثير من النصارى في الإسلام وهكذا توالى على حكم الأندلس أمراء بني أمية حتى وفات المنصور وابنه ، فتوالت الفتن وظهر عصر ملوك الطوائف الذين كانت المنازعات بينهم من اكبر أسباب ضياع الأندلس ، ومن اشهر ملوك الطوائف المعتمد بن عباد الذي استنجد بيوسف بن تاشفين عندما ضغط عليه النصارى ، فقام يوسف بن تاشفين بتوحيد بلاد الأندلس مرة ثانية واستطاع أن ينتصر على النصارى في موقعة الزلاقة ، وظهور دولة الموحدين في المغرب وظهور الخلافات بينهما وبين المرابطين أضعفت دولة المرابطين وظهر ملوك الطوائف في الأندلس من جديد .
من أهم معالم وآثار قرطبة ، قصر قرطبة القديم الذي اتخذه عبد الرحمن الداخل مقرا له ، قصر الرصافة - والمسجد الجامع - ونهر قرطبة الكبير - وحمامات قرطبة وكان يوجد بها 900 حمام في الوقت الذي كانت أوروبا تعيش قمة الجهل و كثرة الأمراض - وهناك دار الروضة وهي قصر عبد الرحمن الناصر .
من أهم أعلامها : ابن حزم الظاهري صاحب المحلى - والفقيه زياد بن عبد الرحمن - والفقيه يحي بن الليث - وأبو القاسم - والشاطبي
مدينة اشبيلية
تقع مدينة اشبيلية في الأندلس ( إسبانيا حاليا ) وكانت فيما مضى عاصمة مملكة اشبيلية ، كانت على جانب من الأهمية أيام الفينيقيين ، اتخذها الرومان عاصمة لمقاطعة بيتيكا ، وبنو بجوارها مدينة اتاليكا ، أصبحت أهم مدن جنوب إسبانيا أيام الونداليين والقوط الغربيين ، تتصل بالمحيط الأطلنطي بنهر الوادي الكبير، وهي عروس بلاد الأندلس لأنها تاج الشرف وفي عنقها سمط النهر الأعظم ، ليس في الأرض أتم حسنا من هذا النهر ، يضاهي دجلة والفرات والنيل ، تسير القوارب فيه للنزهة والصيد تحت ظلال الثمار وتغريد الأطيار مسافة 24 ميلا .
فتح المسلمون اشبيلية في شعبان 94 هـ / 713 م بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهر، وأقام عليها عيسى بن عبد الله الطويل وهو أول ولاتها من المسلمين ، وفي سنة 95 هـ خلف عبد العزيز بن موسى بن نصير أباه واليا على الأندلس واستقر في اشبيلية واتخذها عاصمة له ، وفي سنة 97 هـ قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير في اشبيلية وولي الأندلس بعده أيوب بن حبيب اللخمي الذي نقل العاصمة إلى قـرطبة وفي سنة 214 هـ بنى عبد الرحمن الأوسط فيها المسجد الجامع الأول ، وفي سنة 226 هـ أغار النورمان على اشبيلية واحرقوا جامعها ولكن القوات الأندلسية أنزلت بهم هزيمة نكراء عند طلياطة شمال اشبيلية ، وفي سنة 231 هـ بني سـور المدينة الأول ودار الصناعة التي لا تزال باقية إلى الآن في موضعها . وفي سنة 300 هـ قضى عبد الرحمن الناصر على ثورة بني الحجاج وبني خلدون في اشبيلية ، وفي سنة 301 هـ هدم ابن السليم أول عمال عبد الرجمن الناصر سور اشبيلية وجدد بناء قصر الإمارة . وفي سنة 414 هـ بدا عصر الطوائف ، حيث استبد أبو القاسم محمد بن عباد قاضي اشبيلية بحكومتها وانشأ دولة بني عباد . وفي سنة 484 هـ سقطت اشبيلية وقرطبة في يد المرابطين واستولى القائد سيربن أبى بكر على اشبيلية وهدم قصور بني عباد وفي سنة 549 هـ انتهى حكم المرابطين في اشبيلية على يد القائد الموحدي براز بن محمد المسوفي واتخذ من اشبيلية عاصمة له في حكم الأندلس . وفي سنة 580 هـ اعد أبو يعقوب يوسف في اشبيلية حملته الكبرى على غرب الأندلس واستشهد أثناء معركة " شفترين " في البرتغال وولى بعده ابنه يعقوب . وفي 596 هـ انتهى العصر الذهبي لاشبيلية بعد وفاة يعقوب الذي لقب نفسه بالمنصور ، وفي غرة شعبان 646 هـ حاصر فرديناند الثالث اشبيلية واستولى عليها بعد حصار دام سنة وخمسة اشهر . وبعد سقوطها حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استعادة المدينة من النصارى إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وبذلك ضاعت اشبيلية من أيدي المسلمين . رغم انتهاء حقبة مزدهرة من الزمن للمسلمين في اشبيلية إلا أن معالم حضارتهم هناك لم تزل باقية كشاهد على حضارة المسلمين الراقية في اشبيلية من بين هذه المعالم المسجد الجامع الذي بناه الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف ولم يبق منه إلا المئذنة ، ومسجد جامع آخر الذي بناه محمد بن عمر بن عديس الذي تحول فيما بعد إلى كنيسة السلفادور ، وهناك برج الذهب الذي بناه حاكم اشبيلية الأمير الموحدي أبو العلاء إدريس ، وقصور البحيرة وحدائقها .
ومن أعلام اشبيلية ، ابن رشد الفقيه وابن العربي المحدث والقاضي عياض بن موسى وأبو بكر بن خير ، ومن الشعراء ابن حمديس وابن هانئ وابن قزمان
طليطلة toledo
مدينة قديمة في أسبانيا تقع في وسط شبه جزيرة أيبريا على مسافة 91 ك جنوبي غربي مدريد ويحيط بها نهر (التاجو) من جهات ثلاث في واد عميق يسقي مساحات شاسعة من أراضيها. كانت مزدهرة أيام الرومان وتسمى (توليتم ( toletum ثم صارت حاضرة الدولة القوطية. احتلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 92 هـ (713 م) وجعلوها قاعدة الثغر الأدنى للدولة الإسلامية وحينما سقطت دولة الخلافة الأموية وانقسمت الأندلس إلى طوائف كانت طليطلة مستقلة يحكمها بنو ذي النون سنة 427 هـ (1035م ) وهم من زعماء البربر وسقطت طليطلة في يد ملك (قشتالة) (الفونسو السادس) في المحرم سنة 487 هـ 1085 م وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأسوارها وطابعها العربي. كانت مركزا لحركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية ومنها انتشرت الحضارة الإسلامية في أوربا في العصور الوسطى ينتسب إليها كثير من العلماء منهم عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي ومحمد بن عبدالله بن عيشون الطليطلي وصاعد الأندلسي صاحب كتاب طبقات الأمم المتوفي سنة 462 هـ وابن مهند عبدالرحمن بن محمد اللخمي الطبيب العالم بالفلاحة والصيدلة المتوفي سنة 467 هـ وغيرهم