Arch.Castle

لمشاهدة مواضيع المنتدى يجب ان تكون عضوا



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Arch.Castle

لمشاهدة مواضيع المنتدى يجب ان تكون عضوا

Arch.Castle

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تميز واحصل على لقب افضل عضو لهذا الشهر... شارك اكثر وارفع عدد نقاطك
الى كل جنود قلعتنا العتيده قلعة المعماريين...ارسلولنا اعمالكم ومشاريعكم لتشاهدوها ضمن الستايل الجديد الخاص بالمنتدى

2 مشترك

    أهم المدن الأندلسية

    arch.kasber
    arch.kasber
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 3104
    العمر : 35
    المستوى : المستوى الرابع
    تاريخ التسجيل : 14/03/2008

    أهم المدن الأندلسية Empty أهم المدن الأندلسية

    مُساهمة من طرف arch.kasber الخميس سبتمبر 11, 2008 1:04 am

    أهم المدن الأندلسية

    غرناطة

    غرناطة مدينة جميلة في جنوب أسبانيا عاصمة بني زيرى من ملوك الطوائف وعاصمة بنى الأحمر، استطاع الأسبان أن يوقعوا الفتنة بين خلفاء علي بن الحسن ولما تم لهم ذلك حاصروا غرناطة وأرسل فرديناند ملك أسبانيا رسله الى قادة غرناطة المسلمة العربية بالاستسلام فرفضوا فنزل جيش أسباني مكون من 25 ألف جندي واتجهوا صوب المزارع والحدائق وخربوها عن آخرها حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه أو يقتاتون عليه نفس سياسة العدو الصهيوني اليوم في فلسطين تخريب المزارع المثمرة بالزيتون والنخيل والعنب والمحاصيل الأخرى حتى يجوع الناس يجوع المسلمون فلا يجدون قوت يومهم وبذلك تنهار اراداتهم ويركعون مع الراكعين لعدوهم.

    ثم جهزت ملكة أسبانيا ايزبيلا جيشا آخر من 50 ألف مقاتل لقتال المسلمين في القلاع والحصون الباقية وبعد قتال مرير استسلمت المدينة وسقطت في أيدي الأسبان.

    لقد استمر حكم المسلمين 800 عام للأندلس بدون انقطاع الا ان الافتتان بالدنيا ونعيمها الزائل والتحالف مع الأعداء وموالاتهم ضد الاخوة والثقة في الواشين وتقريب الأعداء والاستعانة بهم على القضاء على الاخوة كل هذه الأسباب عجلت بانهيار الدولة الاسلامية في الاندلس وأضاعت أرضا إسلامية فتحت من قبل على جثث وجماجم المقاتلين الشهداء من المسلمين العظام الذين أرادوا إخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد دون ملل أو كلل حتى سطع نور الاسلام ثمانية قرون على هذه الأرض وها هي أوروبا كلها تعلق الزينات وتدق طبول الفرح بسقوط غرناطة وانتهاء النفوذ السياسي الاسلامي العربي الحاكم في الاندلس.

    لقد اجتمع العلماء والفقهاء في قصر الحمراء واتفقوا على الاستسلام واختاروا الوزير أبا القاسم عبدالملك لمفاوضة ملك أسبانيا فرديناند واشتملت المعاهدة التي وقعها الطرفان على سبعة وستين بندا كان أهمهما أن تظل مساجد المسلمين مفتوحة ولا تمس بسوء والا يدخل النصارى دار مسلم الا باذنه وأن يأمن المسلمون على أرضهم ومزارعهم وأملاكهم وأنفسهم وأموالهم وأهلهم والا يولى على المسلمين أي نصراني وأن يتمتع المسلمون بممارسة شعائر الاسلامم وأن يكون للمسلمين حرية الحركة في السفر والتنقل والتجارة والا يقهر مسلم على الدخول في النصرانية، أقول النصرانية لأن كلمة المسيحية لم يرد بها نص لا في القرآن الكريم ولا في السنة المحمدية المطهرة فهم نصارى.

    وخرج أبو عبدالله بن أبي الحسن ملك غرناطة من قصر الحمراء وهو يبكى كالنساء حاملا مفاتيح مدينته وملكه الزائل فأعطاها الملكة أيزبيلا وزوجها فريناند.

    لقد استحق بخيانته أن يبكي لأنه تحالف مع الأسباب من قبل لهزيمة عمه بل قاتل عمه أبا عبدالله الزغل وراح ضحية معارك المسلمين مع بعضهم خيرة القادة وعشرات الآلاف من الجند المسلمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) إن موالات النصارى ويهود تورد صاحبها الى التهلكة وها هو ملك غرناطة يخرج ذليلا باكيا لأنه لم يتمسك بدينه ولم يفهم ما فيه من حكمة كان طماعا قصير النظر. وبعدها.. هل التزم فرديناند ببنود الاتفاقية التي وقعها؟! أبدا لم ينفذ من الاتفاقية حرفا واحدا إن شيمتهم الغدر دائما، وأخذوا في حرق المساجد وتدمير المنازل منازل المسلمين ونظموا حملة لخطف أبناء المسلمين وبناتهم واجبروهم على التنصر بالقوة وجمعوا حوالي نصف مليون مسلم في سفن وألقوا بهم في البحر.

    وظهرت محاكم التفتيش تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره فهام المسلمون على وجوههم في الجبال وأصدرت محاكم التفتيش الأسبانية تعليماتها للكاردينال سيسيزوس لتنصير بقية المسلمين في أسبانيا والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى كاثوليك وتم تحويل مسجد غرناطة الجامع الى كاتدرائية وأحرقت المصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه والعقيدة وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكاما بالحرق على أعواد الحطب المشتعل على المسلمين وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة، أمام الناس إن هذا العمل البربري هو وصمة عار في تاريخ أوروبا عامة وأسبانيا خاصة.

    قرطبة

    ( حاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس )

    قرطبة مدينة في الجزء الجنوبي من إسبانيا عاصمة مقاطعة قرطبة ، تقع على نهر الوادي الكبير، يحدها من الشمال مدينة ماردة ، ومن الجنوب مدينة قرمونة ، ومن الغرب مدينة اشبيلية ، خضعت لحكم الرومان والقوط الغربيين ومن ثم بسط العرب سلطانهم عليها من ( 711 م /1236 م ). فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 92 هـ وكان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان . لقد بلغت قرطبة في عصر الخلافة الأموية أوج عظمتها ، وتألقها الحضاري في حين كانت أوروبا ما تزال غارقة في أعماق التأخر والجهل والانحطاط ، وقد سعت الدول الكبرى في العالم يومئذ إلى مهادنة قرطبة والتقرب من خلفائها والتزلف لهم ، فقصدها السفراء والملوك ، وهكذا ذاعت شهرة قرطبة في أنحاء العالم ، وانتجعها الناس من المشرق والمغرب بحيث أصبحت دار الهجرة للعلم ، واعتبرت قرطبة أعظم مدن الأندلس والمغرب عمرانا، وثالثة مدن العالم الوسيط كبر مساحة ، فيها خلاصة حضارة الأندلس ، وبعد سقوط الدولة الأموية انتقلت الأندلس إلى حكم الدولة العباسية سنة 132 هـ. لكن في سنة 138 هـ نجح الأمير عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش في إحياء دولة بني أمية في الأندلس ، وقوى أمر المسلمين من جديد في عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ، ومن بعده عبد الرحمن بن هشام الملقب بالأوسط حيث استتب الأمر في عهده وساد النظام فانصرف إلى العلم والبناء والاهتمام بشؤون الدولة ، ودخل في عهده كثير من النصارى في الإسلام وهكذا توالى على حكم الأندلس أمراء بني أمية حتى وفات المنصور وابنه ، فتوالت الفتن وظهر عصر ملوك الطوائف الذين كانت المنازعات بينهم من اكبر أسباب ضياع الأندلس ، ومن اشهر ملوك الطوائف المعتمد بن عباد الذي استنجد بيوسف بن تاشفين عندما ضغط عليه النصارى ، فقام يوسف بن تاشفين بتوحيد بلاد الأندلس مرة ثانية واستطاع أن ينتصر على النصارى في موقعة الزلاقة ، وظهور دولة الموحدين في المغرب وظهور الخلافات بينهما وبين المرابطين أضعفت دولة المرابطين وظهر ملوك الطوائف في الأندلس من جديد .

    من أهم معالم وآثار قرطبة ، قصر قرطبة القديم الذي اتخذه عبد الرحمن الداخل مقرا له ، قصر الرصافة - والمسجد الجامع - ونهر قرطبة الكبير - وحمامات قرطبة وكان يوجد بها 900 حمام في الوقت الذي كانت أوروبا تعيش قمة الجهل و كثرة الأمراض - وهناك دار الروضة وهي قصر عبد الرحمن الناصر .

    من أهم أعلامها : ابن حزم الظاهري صاحب المحلى - والفقيه زياد بن عبد الرحمن - والفقيه يحي بن الليث - وأبو القاسم - والشاطبي

    مدينة اشبيلية

    تقع مدينة اشبيلية في الأندلس ( إسبانيا حاليا ) وكانت فيما مضى عاصمة مملكة اشبيلية ، كانت على جانب من الأهمية أيام الفينيقيين ، اتخذها الرومان عاصمة لمقاطعة بيتيكا ، وبنو بجوارها مدينة اتاليكا ، أصبحت أهم مدن جنوب إسبانيا أيام الونداليين والقوط الغربيين ، تتصل بالمحيط الأطلنطي بنهر الوادي الكبير، وهي عروس بلاد الأندلس لأنها تاج الشرف وفي عنقها سمط النهر الأعظم ، ليس في الأرض أتم حسنا من هذا النهر ، يضاهي دجلة والفرات والنيل ، تسير القوارب فيه للنزهة والصيد تحت ظلال الثمار وتغريد الأطيار مسافة 24 ميلا .

    فتح المسلمون اشبيلية في شعبان 94 هـ / 713 م بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهر، وأقام عليها عيسى بن عبد الله الطويل وهو أول ولاتها من المسلمين ، وفي سنة 95 هـ خلف عبد العزيز بن موسى بن نصير أباه واليا على الأندلس واستقر في اشبيلية واتخذها عاصمة له ، وفي سنة 97 هـ قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير في اشبيلية وولي الأندلس بعده أيوب بن حبيب اللخمي الذي نقل العاصمة إلى قـرطبة وفي سنة 214 هـ بنى عبد الرحمن الأوسط فيها المسجد الجامع الأول ، وفي سنة 226 هـ أغار النورمان على اشبيلية واحرقوا جامعها ولكن القوات الأندلسية أنزلت بهم هزيمة نكراء عند طلياطة شمال اشبيلية ، وفي سنة 231 هـ بني سـور المدينة الأول ودار الصناعة التي لا تزال باقية إلى الآن في موضعها . وفي سنة 300 هـ قضى عبد الرحمن الناصر على ثورة بني الحجاج وبني خلدون في اشبيلية ، وفي سنة 301 هـ هدم ابن السليم أول عمال عبد الرجمن الناصر سور اشبيلية وجدد بناء قصر الإمارة . وفي سنة 414 هـ بدا عصر الطوائف ، حيث استبد أبو القاسم محمد بن عباد قاضي اشبيلية بحكومتها وانشأ دولة بني عباد . وفي سنة 484 هـ سقطت اشبيلية وقرطبة في يد المرابطين واستولى القائد سيربن أبى بكر على اشبيلية وهدم قصور بني عباد وفي سنة 549 هـ انتهى حكم المرابطين في اشبيلية على يد القائد الموحدي براز بن محمد المسوفي واتخذ من اشبيلية عاصمة له في حكم الأندلس . وفي سنة 580 هـ اعد أبو يعقوب يوسف في اشبيلية حملته الكبرى على غرب الأندلس واستشهد أثناء معركة " شفترين " في البرتغال وولى بعده ابنه يعقوب . وفي 596 هـ انتهى العصر الذهبي لاشبيلية بعد وفاة يعقوب الذي لقب نفسه بالمنصور ، وفي غرة شعبان 646 هـ حاصر فرديناند الثالث اشبيلية واستولى عليها بعد حصار دام سنة وخمسة اشهر . وبعد سقوطها حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استعادة المدينة من النصارى إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وبذلك ضاعت اشبيلية من أيدي المسلمين . رغم انتهاء حقبة مزدهرة من الزمن للمسلمين في اشبيلية إلا أن معالم حضارتهم هناك لم تزل باقية كشاهد على حضارة المسلمين الراقية في اشبيلية من بين هذه المعالم المسجد الجامع الذي بناه الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف ولم يبق منه إلا المئذنة ، ومسجد جامع آخر الذي بناه محمد بن عمر بن عديس الذي تحول فيما بعد إلى كنيسة السلفادور ، وهناك برج الذهب الذي بناه حاكم اشبيلية الأمير الموحدي أبو العلاء إدريس ، وقصور البحيرة وحدائقها .

    ومن أعلام اشبيلية ، ابن رشد الفقيه وابن العربي المحدث والقاضي عياض بن موسى وأبو بكر بن خير ، ومن الشعراء ابن حمديس وابن هانئ وابن قزمان

    طليطلة toledo

    مدينة قديمة في أسبانيا تقع في وسط شبه جزيرة أيبريا على مسافة 91 ك جنوبي غربي مدريد ويحيط بها نهر (التاجو) من جهات ثلاث في واد عميق يسقي مساحات شاسعة من أراضيها. كانت مزدهرة أيام الرومان وتسمى (توليتم ( toletum ثم صارت حاضرة الدولة القوطية. احتلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 92 هـ (713 م) وجعلوها قاعدة الثغر الأدنى للدولة الإسلامية وحينما سقطت دولة الخلافة الأموية وانقسمت الأندلس إلى طوائف كانت طليطلة مستقلة يحكمها بنو ذي النون سنة 427 هـ (1035م ) وهم من زعماء البربر وسقطت طليطلة في يد ملك (قشتالة) (الفونسو السادس) في المحرم سنة 487 هـ 1085 م وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأسوارها وطابعها العربي. كانت مركزا لحركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية ومنها انتشرت الحضارة الإسلامية في أوربا في العصور الوسطى ينتسب إليها كثير من العلماء منهم عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي ومحمد بن عبدالله بن عيشون الطليطلي وصاعد الأندلسي صاحب كتاب طبقات الأمم المتوفي سنة 462 هـ وابن مهند عبدالرحمن بن محمد اللخمي الطبيب العالم بالفلاحة والصيدلة المتوفي سنة 467 هـ وغيرهم
    arch.kasber
    arch.kasber
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 3104
    العمر : 35
    المستوى : المستوى الرابع
    تاريخ التسجيل : 14/03/2008

    أهم المدن الأندلسية Empty رد: أهم المدن الأندلسية

    مُساهمة من طرف arch.kasber الخميس سبتمبر 11, 2008 1:05 am

    سبتة seuta

    مدينة مطلة على مضيق جبل طارق في شمالي المغرب الأقصى وهي عبارة عن شبه جزيرة في المضيق تحيط بها الجبال من ناحية الجنوب وهذا الوضع جعل اتصالها بالأندلس قويا جدا ولهذا نجدها في العصور الوسطى امتازت بطابع أندلسي في مظهرها وثقافتها بل وفي وضعها السياسي إذ خضعت للدولة الأموية في الأندلس ثم سيطر عليها بنو حمود الأدارسة في عصر ملوك الطوائف ثم دخلت في طاعة المرابطين والموحدين بالمغرب. استولى عليها البرتغاليون سنة 1415 م ثم استولى عليها الأسبان 1580 م ولا تزال المدينة في أيديهم إلى الآن. أخرجت عددا من العلماء منهم ابن مرانة السبتي وكان أعلم الناس بالحساب والفرائض والهندسة والفقه ومنهم ابن عطاء الكاتب وابن غازي الخطيب ومنهم أبو الفضل عياض بن عمرو اليحصبي صاحب كتاب (الشفا) وغيرهم

    شلب silves

    مدينة تقع جنوبي البرتغال كانت في العهد الإسلامي من أهم قواعد الغرب الأندلسي واشتهرت بلغتها العربية الفصحى كما سكنها جماعة من أهل اليمن وهي اليوم مدينة صغيرة

    صفة جزيرة الأندلس

    حرف الألف

    الأندلس


    هذه الجزيرة في آخر الإقليم الرابع إلى المغرب، هذا قول الرازي، وقال صاعد ابن أحمد في تأليفه في طبقات الحكماء: معظم الأندلس في الإقليم الخامس وجانب منها في الرابع كإشبيلية ومالقة وقرطبة وغرناطة والمرية ومرسية.

    واسم الأندلس في اللغة اليونانية إشبانيا، والأندلس بقعة كريمتة طيبة كثيرة الفواكه، والخيرات فيها دائمة، وبها المدن الكثيرة والقواعد العظيمة، وفيها معادن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزيبق واللازورد والشب والتوتيا والزاج والطفل.

    والأندلس آخر المعمور في المغرب لأنها متصلة ببحر أقيانس الأعظم الذي لا عمارة وراءه، ويقال: إن أول من اختط الأندلس بنو طوبال بن يافت بن نوح، سكنوا الأندلس في أول الزمان، وملوكهم مائة وخمسون ملكاً، ويقال إن الأندلس خربت وأقفرت وانجلى عنها أهلها لمحلٍ أصابهم فبقيت خالية مائة سنةٍ، ثم وقع ببلاد إفريقية محل شديد ومجاعة عظيمة فرقت أهلها، فلما رأى ملك إفريقية ما وقع ببلاده اتخذ مراكب وشحنها بالرجال، وقدم عليهم رجلاً من إفريقية ووجههم، فرمى بهم البحر إلى حائط إفرنجة وهم يومئذ مجوس، فوجههم صاحب إفرنجة إلى الأندلس.

    وقيل اسمها في القديم: إبارية، ثم سميت بعد ذلك: باطقة، ثم سميت: إشبانيا من اسم رجل ملكها في القديم كان اسمه إشبان، وقيل سميت بالإشبان الذين سكنوها في الأول من الزمان، وسميت بعد ذلك بالأندلس من أسماء الأندليش الذين سكنوها.

    وسميت جزيرة الأندلس بجزيرة لأنها شكل مثلث وتضيق من ناحية شرق الأندلس حتى تكون بين البحر الشأمى والبحر المظلم المحيط بالأندلس خمسة أيام، ورأسها العريض نحو من سبعة عشر يوماً، وهذا الرأس هو في أقصى المغرب في نهاية انتهاء المعمور من الأرض محصور في البحر المظلم، ولا يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم، ولا وقف منه بشر على خبرٍ صحيحٍ لصعوبة عبوره وإظلامه، وتعاظم موجه وكثرة أهواله، وتسلط دوابه وهيجان رياحه، حسبما يرد ذلك في موضعه اللائق به إن شاء الله تعالى، وبلاد الأندلس مثلث الشكل كما قلناه.

    ويحيط بها البحر من جميع جهاتها الثلاث؛ فجنوبيها يحيط به البحر الشأمى، وجوفيها يحيط به وجهته ولى ششبوت بن الملك غيطشه ميمنته وأخاه ميسرته، وهما الولدان الذان سلبهما ملك أبيهما، فبعثا إلى طارق يسألانه الأمان إذا مالا إليه عند اللقاء بمن معهما، وعلى أن يسلم إليهما ضياع والدهما غيطشة إن ظفر، فأجابهما طارق إلى ذلك، وعاقدهما عليه؛ فلما التقى الجمعان انحاز هذان الغلامان إلى طارق، فكان ذلك سبب الفتح، وكان الطاغية لذريق في ستمائة ألف فارسٍ.

    وقد خرجت عن حكم الاختصار الذى التزمت في هذا الوضع فلنقتصر على هذا القدر، وأما ذكر بلاد الأندلس فتأتى في مواضعها اللائقة بها إن شاء الله تعالى.

    وافتتحت الأندلس في أيام الوليد بن عبد الملك، فكان فتحها من أعظم الفتوح الذاهبة بالصيت في ظهور الملة الحنيفية؛ وكان عمر بن عبد العزيز معتنياً بها، مهتماً بشأنها، وهو الذي قطعها عن نظر وإلى إفريقية وجرد لها عاملاً من قبله.

    أبال

    حصن بالأندلس في شمال قرطبة وعلى مرحلة منها، وهو الحصن الذي فيه معدن الزئبق.

    وفيه يعمل الزنجفور ومنه يتجهز بالزئبق والزنجفور إلى جميع أقطار الأرض، ويخدم هذا المعدن أكثر من ألف رجلٍ، فقوم للنزول وقطع الحجر، وقوم لنقل الحطب لحرق المعدن، وقوم لعمل أواني السبك والتصفية، وقوم لبنيان الأفران والحرق، ومن وجه الأرض إلى أسفله فيما حكى أكثر من مائة قامةٍ.

    أبذة

    مدينة بالأندلس.

    بينها وبينب بياسة سبعة أميال، وهي مدينة صغيرة وعلى مقربة من النهر الكبير، ولها مزارع وغلات، قمح وشعير، كثيرة جداً.

    وفي سنة 609 مالت عليها جموع النصرانية بعد كائنة العقاب، وكان أهلها قد أنفوا من إخلائها كما فعل جيرانها أهل بياسة، ولم ترفع تلك الجموع يداً عن قتالها حتى ملكتها بالسيف، وقتل فيها كثير، وأسروا كثيراً، ووقع على ما كان فيها بين أجناس النصارى خصام آل إلى الشحناء والافتراق، وكفى الله المسلمين بذلك شراً كثيراً، وكان بعضهم قد طلب أبذة فتنافسوا فيها ولم يأخذها أحد منهم وخربوا أسوارها.

    أبطير

    حصن بالأندلس بمقربة من بطليوس، من بناء محمد بن أبي بعامر من جليل الصخر، داخله عين ماء خرارة، وهو اليوم خالٍ.

    وعلى مقربة منه، بنحو ثلاث غلاءٍ، قبر في نشزٍ من الأرض قد نحت في حجرٍ وقد نضد عليه صفائح الحجارة، ويعرف بقبر الشهيد، ولا يعلم له وقت لقدمه، يرفع عنه بعض تلك الصفائح فيرى صحيح الجسم لم يتغير، نابت الشعر.

    أربونة

    مدينة هي آخر ما كان بأيدي المسلمين من مدن الأندلس وثغورها مما يلي بلاد الإفرنجة، وقد خرجت من أيدي المسلمين سنة 330مع غيرها مما كان في أيدي المسلمين من المدن والحصون.

    أرجونة

    مدينة أو قلعة بالأندلس، إليها ينسب محمد بن يوسف بن الأحمر الارجوني من متأخرى سلاطين الأندلس.

    أرشذونة

    بالأندلس وهي قاعدة كورةٍ، ومنزل الولاة والعمال، وهي بقبلى قرطبة، تسقى أرضها وتطرد في نواحيها عيون غزار، وأنهار كبار، وهي برية بحرية، سهلها واسع وجبلها مانع، وسورها الآن مهدوم، ولها حصن فوق المدينة، ولها مدن كثيرة، وبها آثار قديمة، ومن مدنها مالقة، بينهما وعشرون ميلاً.

    أرغون

    هو اسم بلاد غرسية بن شانجه تشتمل على بلادٍ ومنازل وأعمالٍ.

    أركش

    حصن بالأندلس على وادي لكه وهو مدينة أزلية قد خربت مراراً وعمرت، وعندها زيتون كثير.

    أرنيط

    مدينة بالأندلس أولية بينها وبين تطيلة ثلاثون ميلاً، وحواليها بطاح طيبة المزارع، وهي قلعة عظيمة منيعة من أجل القلاع، وفيها بئر عذبة لا تنزح، قد أنبطت في الحجر الصلد؛ وهذه القلعة مطلة على أرض العدو، وبينها وبين تطيلة ثلاثون ميلاً.

    إستجة

    بين القبلة والغرب من قرطبة بينهما مرحلة كاملة، وهي مدينة قديمة لم يزل أهلها في جاهليةٍ وإسلامٍ على انحرافٍ وخروج عن الطاعة. ومعنى هذا الاسم عندهم جمعت الفوائد؛ وفي أخبار الحدثان إنه كان يقال: إستجة البغي، مذكورة باللعنة والخزى، ويذهب خيارها، ويبقى شرارها.

    وكانت هيئتها التي ألفاها عليها طارق بن زياد أن سورها كان قد عقد بسورين أحدهما صخر أبيض والثاني صخر أحمر بأجمل صنعةٍ وأحكم بناءٍ، وردم وسوى ووضع في مواضع الشرفات من المرمر صور بني آدم من كل الجهات تواجه القاصد نحوها فلا يشك الناظر أنها رجال وقوف، وكان لها من الأبواب باب القنطرة شرقي، باب أشونة قبلي، باب رزق غربي، باب السويقة جوفي، وغير ذلك من الأبواب، والمدينة مبنية على الرصيف الأعظم المسلوك عليه من البحر إلى البحر.

    وكانت إستجة واسعة الأرباض ذات أسواقٍ عامرةٍ وفنادق جمةٍ، وجامعها في ربضها مبنى بالصخر له خمس بلاطات على أعمدة رخامٍ، وتجاوره كنيسة للنصارى؛ وبإستجة آثار كثيرة ورسوم تحت الأرض موجودة وهي منفسحة الخطة، عذبة الأرض، زكية الريع، كثيرة الثمار والبساتين، نضيرة الفواكه والزرع، ولها أقاليم خمسة.

    وكان أهل إستجة ممن خلع وخالف، فافتتحها عبد الرحمن بن محمد على يد بدر الحاجب سنة 300، فهدم سورها ووضع بالأرض قواعدها، وألحق أعاليها بأسافلها، وهدم قنطرة نهرها، وفي ذلك يقول أحمد بن محمد بن عبد ربه "طويل".

    ألا إنـه فـتــح يقـــر لـــه الفـتـح فـأولـه سـعــد وآخـــره نـــجـــح



    سـرى القـاعـد الـمـيمـون خـير سـرية تقـدمهـا نـصـر وتـابعهــا فـتـح



    ألـم تـره أردى بـإسـتـجة الـــعـــدا فلقـوا عـذابـاً كـان مـوعـده الـصـبـح



    فـلا عـهـد لـلـمـراء مـن بـعـد هـذه يتـم لـه عـنــد الإمـــام ولا صـــلـــح



    فـولــوا عـبـاديد بـكــل ثــنـــية وقـد مـسـهـم قـدح ومـا مـسـنـا قـــدح



    وبين إستجة ومرشانة عشرون ميلاً، وكذلك بينها وبين قرمونة.
    arch.kasber
    arch.kasber
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 3104
    العمر : 35
    المستوى : المستوى الرابع
    تاريخ التسجيل : 14/03/2008

    أهم المدن الأندلسية Empty رد: أهم المدن الأندلسية

    مُساهمة من طرف arch.kasber الخميس سبتمبر 11, 2008 1:06 am

    أشبونة

    بالأندلس من كور باجة المختلطة بها، وهي مدينة الاشبونة، والأشبونة بغربي باجة، وهي مدينة قديمة على سيف البحر تنكسر أمواجه في سورها، واسمها قودية، وسورها رائق البنيان، بديع الشأن، وبابها الغربي قد عقدت عليه حنايا فوق حنايا على عمدٍ من رخام مثبتةٍ على حجارة من رخام وهو أكبر أبوابها، ولها باب غربي أيضاً يعرف بباب الخوخة مشرف على سرح فسيح يشقه جدولا ماء يصبان في البحر، ولها باب قبلي يسمى باب البحر تدخل أمواج البحر فيه عند مده وترتفع في سوره ثلاث قيم، وباب شرقي يعرف بباب الحمة، والحمة على مقربةٍ منه ومن البحر ديماس ماءٍ حارٍ وماءٍ باردٍ، فإذا مد البحر واراهما؛ وباب شرقي أيضاً يعرف بباب المقبرة.

    والمدينة في ذاتها حسنة ممتدة مع النهر، لها سور وقصبة منيعة؛ والأشبونة على نحر البحر المظلم؛ وعلى ضفة البحر من جنوبه قبالة مدينة الأشبونة حصن المعدن؛ ويسمى بذلك لأن عند هيجان البحر يقذف بالذهب التبر هناك؛ فإذا كان الشتاء قصد إلى هذا الحصن أهل تلك البلاد فيخدمون المعدن الذي به إلى انقضاء الشتاء، وهو من عجائب الأرض.

    أشونة

    من كور إشتجة بالأندلس بينهما نصف يوم، وحصن اشونة ممدن، كثير الساكن.

    إصطبة

    مدينة بالأندلس على خمسة وعشرين ميلاً من قلشانة، ومن قلشانة، وهي قاعدة شذونة، إلى قرطبة أربعة أيامٍ، ومن الأميال مائة ميلٍ وعشرة أميالٍ.

    إغرناطة

    مدينة بالأندلس، بينها وبين وادي آش أربعون ميلاً، وهي من مدن إلبيرة.

    وهي محدثة من أيام الثوار بالأندلس، وإنما كانت المدينة المقصودة إلبيرة؛ فخلت وانتقل أهلها منها إلى إغراناطة، ومدنها وحصن أسوارها، وبنى قصبتها حبوس الصنهاجى، ثم خلفه ابنه باديس بن حبوس؛ فكملت في أيامه، وعمرت إلى الآن، ويشقها نهر يسمى حدره، وبينها وبين إلبيرة ستة أميال، وتعرف بإغرناطة اليهود لأن نازليها كانوا يهود، وهي اليوم مدينة كبيرة قد لحقت بأمصار الأندلس المشهورة، وقصبتها بجوفيها، وهي من القصاب الحصينة، وجلب الماء إلى داخلها من عينٍ عذبةٍ تجاورها، والنهر المعروف بنهر فلوم ينقسم عند مدينتها قسمين: قسم بحري في أسفل المدينة، وقسم يجري في أعلاها، يشقها شقاً، فيجري في بعض حماماتها، وتطحن الأرحاء عليه خلال منازلها، ومخرجه من جبلٍ هناك، وتلقط في جرية مائه برادة الذهب الخالص، ويعرف بالذهب المدتى، ومقبرة إغرناطة بغربيها عند باب إلبيرة.

    وفحص إلبيرة أزيد من مسافة يومٍ في مثله يصرفون فيه مياه الأنهار كيف شاؤوا كل أوان، ومن جميع الأزمان، وهو أطيب البقاع نفعةً، وأكرم الأرضين تربة، ولا يعدل به مكان غير غوطة دمشق وشارحة الفيوم، ولا تعلم شجرة تستعمل وتستغل إلا وهي أنجب شيء في هذا الفحص، وما من فاكهةٍ توصف وتستظرف إلا وما هناك من الفاكهة فوقها، ويجود فيها من ذلك ما لا يجود إلا بالساحل من اللوز وقصب السكر وما أشبهما. وحرير فحص إلبيرة هو الذي ينتشر في البلاد، ويعم الآفاق، وكتان هذا الفحص يربو جيده على كتان النيل، ويكثر حتى يصل إلى أقاصي بلاد المسلمين، وبإلبيرة معادن جوهرية من الذهب والفضة والصفر والحديد والرصاص والتوتيا، وجبل الثلج هو جبل يشرف على جبل إلبيرة.

    إفراغة

    مدينة بقرب لاردة من الأندلس، بينهما ثمانية عشر ميلاً، وهي على نهر الزيتون، حسنة البناء لها حصن منيع لا يرام وبساتين كثيرة لا نظير لها.

    وحاضرها العدو في جمع كثيفٍ، وآلى زعيمهم ابن ردمير على نفسه ألا يبرح حتى يأخذها عنوةً، وذلك سنة525، في شهر رمضان منها، فسهد إليه يحيى بن علي بعزمة صادقةٍ ونيةٍ صحيحةٍ في جموعه؛ فلقاه الله تعالى بركتها، وأجناه ثمرتها، وهزمه بعد أن قتل أكثر رجاله، والجملة التي بها كان يصول من أبطاله، وفر اللعين وسيوف المجاهدين تأخذ منه، وعزيمتهم لا تقلع عنه، إلى أن أوى إلى حصنٍ خربٍ في رأس جبلٍ شاهقٍ مع الفل الذي بقي معه بعد الإمساء، وأحدق المسلمون تلك الليلة بذلك الحصن يرقبونه؛ ولما أيقن أنه سيصطلم إن أقام هناك تسلل في ظلمة الليل من ذلك الموضع واتخذ الليل جملاً، وإذا رأى غير شيء ظنه رجلاً.

    وانصرف المسلمون مغتبطين بغنيمتهم وأجرهم وكان ذلك سبباً لبقائها بأيدي المسلمين، إلى أن ينقضى أجل الكتاب.

    ففي صفة الحال، يقول شاعر الشرق في وقعة يحيى بن علي هذه، أبو جعفر بن وضاح المرسى، من قصيدةٍ يمدحه بها بسيط:

    شـمـرت بـرديك لـمـا أسـبـل الـوانـــى وشـب مـنــك الأعـــادي نـــار غـــيان

    دلـفـت فـي غـابة الـخـطـى نـحــوهـــم كالـعـين يهـفـو عـلـيهـا وطـف أجـفـان

    عـقـرتـهـم بـسـيوف الـهـنـد مـصـلـتــه كـأنـمـا شـربـوا مـنـهــا بــغـــدران

    هـون عـلـيك سـوى نـفـسٍ قـتـلـتــهـــم من يكسر النبـع لـم يعـجـز عـن الـبـان

    أودى الصـمـيم وعـاقـت عـن هـيئتـهـم مـقـادر أغـمـدت أسـياف شـــجـعـــان

    وقفـت والـجـيش عـقـد مـنـك مـنـتـثـرا إلا فـرائد أشــياخ وشــــبــــــان

    والخيل تنحـط مـن وقـع الـرمـاح بـهـا كـأن تـصـهـالـهـا تـرجـــيع ألـــحــان

    أقش

    مدينة هي كانت قاعدة الجليقيين، بينها وبين ليوزدال ثلاثون ميلاً، وكانت أقش قبل هذا منسوبة إلى غرسية بن لب، وهي مبنية بالصخر المربع الكبير، وهي على نهر كبير يدخل منه المجوس بمراكبهم إليهم، وفي المدينة حمة غزية الماء، واسعة الفضاء، يستحم أهلها في جنباتها على بعدٍ من عنصرها لشدة سخونته.


    أقليش

    مدينة لها حصن في ثغر الأندلس، وهي قاعدة كور شنتبرية، وهي محدثة ، بناها الفتح بن موسى بن ذى النون، وفيها كانت ثورته وظهروه في سنة160، ثم اختار أقليش داراً وقراراً، فبناها ومدنها، وهي على نهرٍ منبعثٍ من عين عاليةٍ على رأس المدينة، فيعم جميعها، ومنه ماء حمامها؛ ومن العجائب البلاط الأوسط من مسجد جامع أقليش فإن طول كل جائزةٍ من جوائزه مائة شبرٍ وإحدى عشر شبراً، وهي مربعة منحوتة مستوية الأطراف.

    إلبيرة

    من كور الأندلس، جليلة القدر، نزلها جند دمشق من العرب، وكثير من موالى الإمام عبد الرحمن بن معاوية، وهو الذي أسسها وأسكنها موالية، ثم خالطتهم العرب بعد ذلك؛ وجامعها بناه الإمام محمد، على تأسيس حنش الصنعاني، وحولها أنهار كثيرة، وكانت حاضرة إلبيرة من قواعد الأندلس الجليلة، والأمصار النبيلة، فخربت في الفتنة وانفصل أهلها إلى مدينة غرناظة، فهي اليوم قاعدة كورها، وبين إلبيرة وغرناطة ستة أميال.

    ومن الغرائب أنه كان بناحية مدينة إلبيرة فرس قد نحت من حجر صلدٍ قديم هناك لا يعلم واضعه، فكان الغلمان يركبونه ويتلاعبون حوله، إلى أن انكسر منه عضو، فزعم أهل إلبيرة أن في تلك السنة التي حدث فيها كسره تغلب البربر على مدينة إلبيرة فكان أول خرابها.

    ومدينة إلبيرة بين القبلة والشرق من قرطبة، ومنها إبراهيم بن خالد، سمع من يحيى وسعيد بن حسان، وسمع من سحنون، وهو أحد السبعة الذين اجتمعوا في إلبيرة في وقتٍ واحدٍ من رواة سحنون، ومنها أبو إسحق بن مسعود الإلبيرى صاحب القصيدة الزهدية

    تـــفـــت فـــؤادك الأيام فــــتـــــــا وتنحت جسمـك الـسـاعـات نـحـتـا

    وهي طويلة جداً، وهو القائل كامل:

    من ليس بالبـاكـي ولا الـمـتـبـاكـي لـقـبـيح مـا يأتـــي فـــلـــيس يراك

    وهو القائل:

    ما أميل الـنـفـس إلـى الـبـاطـل وأهـون الـدنـيا عـلـى الـعـاقــل

    آه لـسـرٍ صـنـــتـــه لـــم أجـــد خـلـقـا لـه قـط بـمـســتـــاهـــل

    هـل يقـظ يسـألـنـي، عـلـــنـــى أكـشـفـه لــلـــيقـــظ الـــســـائل

    لـو شـغـل الـمـرء بـتـركــيبـــه كـان بـه فـي شـغـل شـــاغـــل

    وعـاين الـحـكـمة مـجــمـــوعة مـاثــلةً فـــي هـــيكـــلٍ مـــائل

    يا أيهـا الـغـافـل عـن نـفـــســـه ويحـك فـق مـن سـنة الـغـافــل

    ٍوساحل إلبيرة كان به نزول الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الداخل إلى الأندلس حين عبوره إليها.

    ألش

    بالأندلس إقليم ألش من كور تدمير، بينه وبين أريولة خمسة عشر ميلاً.

    وألش مدينة في مستوٍ من الأرض، يشقها خليج يأتى إليها من نهرها، يدخل من تحت السور ويجري في حمامها، ويشق أسواقها وطرقها وهو ملح سبخى.

    ومن ألش إلى لقنت خمسة عشر ميلاً، ومن الغرائب أن بساحل ألش بمرسىً يعرف بشنت بول حجراً يعرف بحجر الذئب. إذا وضع على ذئبٍ أوسبع لم يكن له عدوان، وفارق طبعه من الفساد.

    أندة

    مدينة منكور بلنسية.

    أندارة

    مدينة عظيمة في شرق الأندلس خربتها البربر.

    أندرش

    مدينة من أعمال المرية؛ هي من أنزه البلدان، وفيها يقول أبو الحجاج بن عتبة الإشبيلي الطبيب الأديب الشاعر، وقد مر عليها كامل:

    لـلـه أنـدرش لـقـد حـازت عــلـــى حـسـنٍ تـتـيه بـه عـلـى الـبــلـــدان

    الـنـهـر مـنـسـاب سـرت خـلـجـانـه فـي الـروض بـين أزاهـر الـكـتـان

    فـكـأنـمـا انـسـابـت هـنــاك أراقـــم قـد عـدن راجـعةً عـن الـشـعـبـــان

    أنيشة أنيجة

    بالشين المعجمة والجميم معاً موضع على مقربة من بلنسية وبالقرب من بنشكلة.

    وعقبة أنيشة؛ جبل معترض عالٍ على البحر والطريق عليه، ولا بد من السلوك على رأسه، وهو صعب جداً.

    وفيه كانت الوقيعة بين المسلمين من أهل بلنسية وبين النصارى، واستشهد فيها الأديب المحدث العلامة أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعى مصنف كتاب الاكتفاء في سير النبي "صلعم" والثلاثة الخلفاء؛ وكانت هذه الوقيعة في سنة 634؛ وكان خطيباً راوية ناظماً ناثراً، ورثاه الكاتب أبو عبد الله بن الأبار القضاعى بقصيدةٍ طويلة أولها طويل.

    ألما بـأشـلاء الـعـلـى والـمـكـارم تقد بـأطـراف الـقـنـا والـصـوارم

    سـقـى الـلـه بـســـفـــح أنـــيشة سوافح تزجـيهـا ثـقـال الـغـمـائم

    أضاعهم يوم الـخـمـيس حـفـاظـهـم وكـرهـم فـي الـمـأزق الـمـتـلاحــم

    سـلام عـلـى الـدنـيا إذا لـم يلـح بـهــا محيا سليمـان بـن مـوسـى بـن سـالـم

    أوريط

    مدينة قديمة بالأندلس، كانت عظيمة مذكورة مع طليطلة، وهي معها في حدٍ واحدٍ من قسمة قسطنطين، وإنما عمرت قلعة رباح وكركى بخراب أوريط.

    أوريولة

    حصن بالأندلس، وهو من كور تدمير، وأحد المواضع السبعة التي صالح عليها تدمير بن عبدوس عبد العزيز بن موسى بن نصير، حين هزمه عبد العزيز ووضع المسلمون السيف فيه، فصالحه على هذه المعاقل وعلى أداء الجزية، وكان حصن أرويولة قاعدة تدميرٍ، وذكره مشروح في ذكر قرطاجنة.

    وبين أوريولة وألش ثمانية وعشرون ميلاً، ومدينة أوريولة قديمة أزلية. كانت قاعدة العجم وموضع مملكتهم، وتفسيرها باللطينى الذهبية.

    ولها قصبة في نهايةٍ من الامتناع على قنة جبلٍ، ولها بساتين وجنات فيها فواكه كثيرة، وفيها رخاء شامل وأسواق وضياع، وبينها وبين مرسية اثنا عشر ميلاً، وبينها وبين قرطاجنة خمسة وأربعون ميلاً.

    ولى قضاءها أبو الوليد الباجى.

    أولية السهلة

    بالأندلس قريبة من قرطبة، وتعرف بالرملة، وهي أم الأقاليم، كثيرة الأهل، واسعة الخطبة، ومثمرة الأرضين، بها ديار للعجم متقنة البنيان، في أحداها أربع سوارٍ مجزعة من نفيس الرخام في نهاية العظم والطول، عليها الناقوس.

    أونبة

    من مدن جبل العيون بالأندلس، وهي مدينة ممتنعة بين جبالٍ ضيقة المسالك، وهي قديمة، لها آثار للأول، فيها ماء مجلوب في أقباء واسعةٍ قد خرق بها الجبال الشامخة حتى وصل الماء إلى أسفل هذه المدينة، فيسقى بعض بساتينها، ولا يدري من أين أصل هذا الماء، وشرقى المدينة كنيسة كبيرة معظمة عندهم؛ يزعمون أن أحد الحواريين بها، وما أكثر ما يوجد في حفائر هذه المدينة من آثارٍ عجيبةٍ.

    وهذه المدينة برية بحرية، بينها وبين البحر ميلٍ، وبينها وبين لبلة ستة فراسخ.






    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    تمثال العمارة
    تمثال العمارة
    مشرف
    مشرف


    عدد الرسائل : 2201
    العمر : 37
    الموقع : المملكة العربية المعمارية
    المستوى : المستوى الرابع
    تاريخ التسجيل : 18/03/2008

    أهم المدن الأندلسية Empty رد: أهم المدن الأندلسية

    مُساهمة من طرف تمثال العمارة الجمعة مايو 08, 2009 5:34 pm

    Surprised

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:12 pm