المسجد العمري ..شواهد تركية في غزة تؤكد عمقها الاسلامي
البصمة التركية على التاريخ الغزاوي لا تخطئها عين وهي لا تقدم فقط ادلة متجددة على الانتماء الحقيقي الاسلامي للمدينة وانما ايضاً على التلاحم بين المناطق المختلفة للوطن الفلسطيني في كافة مراحله التاريخية. ترك الاتراك العديد من الآثار سواء في الثقافة او في المعمار.
وفيما يتعلق بالاولى يمكن ملاحظة تأثير وتأثر لهجة سكان قطاع غزة باللغة واللهجة التركية واستعمال سكان القطاع للعديد من الكلمات التركية مثل قنبلة وقشلاق وكرباج ولغم وطابور وشنطة وشمطة وشرك وجزمة وشاورمة وذنبرك واستعمال ايضاً للخاتمة (جي) في آواخر كلمات معينة مثل قهوجي عربجي طوبجي تنجي كبابجي كندرجي او نطجي سفرجي بوسطجي.
اما فيما يخص الآثار العمرانية فإن الملاحظ ان جم اهتمام الحكومة التركية كان مركزاً على القدس الشريف لكن هذا لم يمنع من توجيه اهتمامها لمناطق مختلفة من فلسطين.
ويمكن ملاحظة الآثار العمرانية التركية في غزة في مساجدها وابرزها المسجد العمري الكبير حيث يوجد على عامود في الجبهة القبلية من ساحته العبارة التالية:
«جدد هذه المنارة وتم للمسجد بها شعاره وصان هذا الصهريج واتى بهذا الخصوص البهيج ابتغاء مرضاه السلام امير الامراء الكرام درويش حسين باشا مصرف غزة بلغه الله ما يشاء عام 1203 هـ (1788م)» وهذا يعني ان المتصرف التركي جدد بناء المئذنة ومكان الوضوء اما الباب الخارجي في الناحية الشمالية للجامع فقد شيده كمال الدين البكري في منتصف القرن التاسع عشر كما انشأ خلفه اربع غرف خصصت لطلاب العلم المتفرغين.
وجرى آخر ترميم لهذا المسجد في العهد التركي عام 1392 هـ (1874م) في عهد متصرف القدس المشهور رؤوف باشا الذي انتدب البكباشي التركي الكبح احمد لجمع العسكر في غزة لمحاربة الروس كما ادار مال الوقف في غزة وقام على تعمير المسجد المذكور اذ رصف صحن الجامع بالبلاط الموجود حتى الآن كما (قصر) جدرانه ومد على سطحه طبقة من البلاط المانع لتسرب مياه الامطار وانشأ بجانبه مراحيض وحنفيات للوضوء ومازالت باقية صالحة وتستخدم إلى الآن ورمم المئذنة التي اصابها التصدع اثر الزلزال الذي اصاب المدينة.
ولحق بالمسجد خراب كبير اثناء الحرب العالمية الاولى اذ تهدمت جوانبه والمئذنة وكان آخر ترميم له على يد المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة الحاج امين الحسيني (1926م) كما اظهرت النقوش الواضحة على بلاطه فوق الباب الغربي الجنوبي للمسجد.
ويسمى الجامع العمري باسم الجامع الكبير لكونه جامعاً قديماً في غزة وقد سمي (العمري) نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب الذي امر بانشائه بعد الفتح الاسلامي. وكان مكان المسجد معبد وثني تعبد فيه سكان غزة قروناً طويلة قبل ان يتحولوا إلى النصرانية في القرن الخامس.
ويستبعد المؤرخ الفلسطيني ابراهيم سكيك من سكان غزة رواية المؤرخ عارف العارف في كتابه عن تاريخ غزة 1943 ان اصل المسجد العمري الكبير هو كنيسة حيث يقول (كانت في غزة عند الفتح الاسلامي كنيستان ولما كان سواد المسيحيين الاعظم قد دخلوا يؤمئذ في دين الاسلام فقد جاءوا فاتح غزة القائد العربي الكبير عمرو بن العاص وطلبوا اليه ان يقضي بينهم وبين اخوانهم الذين بقوا على دين النصرانية قائلين انهم ورثوا عن ابائهم واجدادهم تلك المعابد والكنائس ليقيموا فيها صلواتهم وطقوسهم الدينية والآن قد دخلوا في الدين الاسلامي وهم المالكون لتلك المعابد وقد طلبوا تقسيمها بينهم وبين اخوانهم الذين بقوا على دينهم تقسيماً بالحق، وقد قبل عمرو بن العاص دعواهم ونتيجة لذلك اخذ المسلمون المعبد الكبير لانهم الاكثرية واخذ النصاري المعبد الصغير لكونهم الاقلية).
ويرى سكيك ان هذه الحكاية موضوعة لا نصيب لها من الصحة، فالمعروف ان تحول غزة من النصرانية إلى الاسلام استغرق وقتاً بدأ عند الفتح وازداد بهجرة جماعات من العرب المسلمين سكنت غزة وضواحيها.
واشار إلى انه يبدو ان الحكاية تعود إلى السلطان صلاح الدين فهو الذي حول الكنيسة التي شيدها الصليبيون على انقاض الجامع العمري إلى مسجد وعذره في ذلك انها كانت قبل ذلك مسجداً.
فالجامع العمري اذن هو من انشاء الخليفة عمر بن الخطاب الذي حرص على اقامة المساجد في البلاد التي انتشر فيها الاسلام واختار موقع الهيكل الوثني القديم الذي تم هدمه من قبل قرنين من الزمان وحافظ على كنيسة القدس برفيويوس في محله الزيتون وسط المدينة.
اما المبنى الحالي للجامع فأصله كنيسة صليبية بناها فرسان القديس يوحنا قبل اكثر من ثمانية قرون ثم فتح صلاح الدين المدينة عقب موقعه حطين عام 1187م وقام بتحويل الكنيسة إلى مسجد وبقي هيكل البناء قائماً بما في ذلك قبة الجرس وانما طمس النقوش عن الجدران وبنى محراباً.
وقد اضاف المماليك على المسجد اضافات كثيرة منها بناء مئذنة في عهد السلطان الملك ابوالفتح حسام الدين لاجين الذي نال الحكم من سلفه بن قلاون ثم عاد ابوالفتح لحكم البلاد وشيد المئذنة كما تدل على ذلك نقوش على الباب الشرقي للمسجد جاء فيها امر بانشاء هذا الباب والمئذنة المباركة مولانا وسيدنا السلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين ابوالفتح لاجين المنصوري وتولى عمارتها العبدالقيدالي ربه الراجي الصفو سنقر السلحدار العلائي المنصوري في ايام ولايته وكان الفراغ منها في شعبان 697 هجرية.
اما بن قلاون فاضاف رواقاً كبيراً جنوبي المبنى القديم بعد ان ضاق المبنى بالمصلين ولا يزال الباب الجنوبي للجامعة جهة سوق القيصرية يحمل اسم الملك الناصر علي بلاطه عليها تاريخ (730 هـ ـ 1329 م).
واحتاج هذا المسجد الكبير إلى ترميمات واضافات في العهد العثماني الطويل بين ذلك تجديد المئذنة في عهد درويش حسين باشا متصرف غزة (1788م) اما الباب الشمالي فأنشأه نقيب الاشراف كمال الدين البكري في اواسط القرن الماضي. ورمم المسجد مجدداً عام (1874م) في عهد رؤوف باشا وتولى ذلك الكنج محمد.
وآخر ترميم لهذا المسجد كان على المجلس الاسلامي الاعلى الذي تولى ادارة اوقاف المسلمين في عهد الانتداب البريطاني وكتبت على بلاطه فوق الباب الغربي الجديد (جدد عمار هذا الجامع المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى 1345 هـ (1926م).
اما الاثر الثاني البارز للاتراك في غزة فهور جامع السيد هاشم الذي يحوي ضريح هاشم بن عبدالمناف جد النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي توفي في غزة في احدى رحلاته التجارية الصيفية اليها وقد بني الجامع المذكور عام 1851م (1268ه) بمساعي الحاج احمد بن محيي الدين الحسيني مفتي الاحناف بغزة لدى السلطان عبدالحميد وقد استعملت في بنائه الحجارة واعمدة من جامع الجارولي المنهار ومن البيمارستان وتبرع سكان المدينة وساهموا في البناء وامرت الحكومة العثمانية بتحويل ريع اوقاف البيمارستان إلى هذا الجامع لتقام فيه الشعائر الدينية وعهدت الحكومة إلى المفتي المذكور تولي الخطبة وصلاة الجمعة في هذا المسجد وتم تدشينه باحتفالات شعبية رائعة واستمر آل الحسني يحتفلون بذكرى افتتاحه يوم المولد النبوي الشريف حتى عام 1948 ويقع المسجد بمحله الدرج وقريب منه جامع الشيخ زكريا وجامع الشيخ خالد قرب محله الفواخير القديمة وشارع الوحدة الحالي وكانت في المسجد غرف صغيرة في الجهة الغربية يأوي اليها الغرباء وفي عهد الانتداب افتتح المجلس الاسلامي الاعلى في هذا الجامع مدرسة للمكفوفين.
ويعتبر جامع (كاتب ولاية) الشهير بحي الزيتون بغزة من الآثار التركية المهمة ويقول العوام ان هذا الجامع ظل بلقطة التركي (كاتب ولايات) وهو ملاصق لكنيسة الروم الارثوذكس بحيث تقترب المئذنة من جرس الكنيسة كثيراً واعتبره سكان المدينة انه مثال يدلل على على حسن الجوار والتعايش الودي بين مسلمي غزة ومسيحييها. وعلى باب هذا الجامع بلاطة نقش عليها ان الذي امر بانشاء ذلك المسجد هو (العبد الفقير احمد بك كاتب الولاية في اوائل ذي القعدة 995 هـ (1587م) وذلك ايام السلطان مراد بن السلطان سليم الثاني.
والاثر الثالث هو مسجد الغزالي بحي الشجاعية وهو ينسب إلى خان بردي الغزالي او حاكم عثماني في المدينة والاثر الرابع مسجد الشيخ خالد ويقع في حي البرح مقابل جامع الشيخ زكريا وهو مازال قديماً متداعياً للسقوط وقد بناه الشيخ خالد المتوفي 1348م ودفن فيه ايضاً وقد كان آخر تجديد له عام 1548م. كما دفن فيه فيما بعد الشيخ جماق جداسرة جماق واليه تنسب ساقية الجماقية.
وهناك مسجد الشيخ فرج في ذات الحي وقد حولته دائرة الاوقاف الفلسطينية إلى مخازن تجارية استغلالاً لموقعه التجاري وكان هذا المسجد صغيراً قد بني على بئر الشيخ فرج الذي كان عبداً لآل الخطاب وهي اسرة انقرضت بغزة والشيخ فرج من اصل سوداني ودفن في ذات المسجد رفات عائلة الخطاب وهي ترجع في الانتماء إلى سيدنا عمر بن الخطاب.
وكان في الجامع المذكور مدرسة اهلية كياب كما كانت تقام فيه حلقات الذكر للطريقة الصوفية العلاوية.
والاثر السادس هو جامع الغزالي في حي الشجاعية وينسب إلى حان بردي الغزالي اول حاكم عثماني في غزة والاثر السابع جامع الايبكي في محلة التفاح وهو جامع مدفون فيه الشيخ عبدالله الايبكي من مماليك عزالدين ايبك اول سلاطين المماليك ومن رجال القرن السابع وقد حرف العامة اسمه إلى الشيخ (نبك) وكان للشيخ عبدالله ولدان احدهما الشيخ احمد وله مزار باسم الشيخ أيبك شمالي مدينة غزة قرب مدرسة يافا حالياً.
البصمة التركية على التاريخ الغزاوي لا تخطئها عين وهي لا تقدم فقط ادلة متجددة على الانتماء الحقيقي الاسلامي للمدينة وانما ايضاً على التلاحم بين المناطق المختلفة للوطن الفلسطيني في كافة مراحله التاريخية. ترك الاتراك العديد من الآثار سواء في الثقافة او في المعمار.
وفيما يتعلق بالاولى يمكن ملاحظة تأثير وتأثر لهجة سكان قطاع غزة باللغة واللهجة التركية واستعمال سكان القطاع للعديد من الكلمات التركية مثل قنبلة وقشلاق وكرباج ولغم وطابور وشنطة وشمطة وشرك وجزمة وشاورمة وذنبرك واستعمال ايضاً للخاتمة (جي) في آواخر كلمات معينة مثل قهوجي عربجي طوبجي تنجي كبابجي كندرجي او نطجي سفرجي بوسطجي.
اما فيما يخص الآثار العمرانية فإن الملاحظ ان جم اهتمام الحكومة التركية كان مركزاً على القدس الشريف لكن هذا لم يمنع من توجيه اهتمامها لمناطق مختلفة من فلسطين.
ويمكن ملاحظة الآثار العمرانية التركية في غزة في مساجدها وابرزها المسجد العمري الكبير حيث يوجد على عامود في الجبهة القبلية من ساحته العبارة التالية:
«جدد هذه المنارة وتم للمسجد بها شعاره وصان هذا الصهريج واتى بهذا الخصوص البهيج ابتغاء مرضاه السلام امير الامراء الكرام درويش حسين باشا مصرف غزة بلغه الله ما يشاء عام 1203 هـ (1788م)» وهذا يعني ان المتصرف التركي جدد بناء المئذنة ومكان الوضوء اما الباب الخارجي في الناحية الشمالية للجامع فقد شيده كمال الدين البكري في منتصف القرن التاسع عشر كما انشأ خلفه اربع غرف خصصت لطلاب العلم المتفرغين.
وجرى آخر ترميم لهذا المسجد في العهد التركي عام 1392 هـ (1874م) في عهد متصرف القدس المشهور رؤوف باشا الذي انتدب البكباشي التركي الكبح احمد لجمع العسكر في غزة لمحاربة الروس كما ادار مال الوقف في غزة وقام على تعمير المسجد المذكور اذ رصف صحن الجامع بالبلاط الموجود حتى الآن كما (قصر) جدرانه ومد على سطحه طبقة من البلاط المانع لتسرب مياه الامطار وانشأ بجانبه مراحيض وحنفيات للوضوء ومازالت باقية صالحة وتستخدم إلى الآن ورمم المئذنة التي اصابها التصدع اثر الزلزال الذي اصاب المدينة.
ولحق بالمسجد خراب كبير اثناء الحرب العالمية الاولى اذ تهدمت جوانبه والمئذنة وكان آخر ترميم له على يد المجلس الاسلامي الاعلى برئاسة الحاج امين الحسيني (1926م) كما اظهرت النقوش الواضحة على بلاطه فوق الباب الغربي الجنوبي للمسجد.
ويسمى الجامع العمري باسم الجامع الكبير لكونه جامعاً قديماً في غزة وقد سمي (العمري) نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب الذي امر بانشائه بعد الفتح الاسلامي. وكان مكان المسجد معبد وثني تعبد فيه سكان غزة قروناً طويلة قبل ان يتحولوا إلى النصرانية في القرن الخامس.
ويستبعد المؤرخ الفلسطيني ابراهيم سكيك من سكان غزة رواية المؤرخ عارف العارف في كتابه عن تاريخ غزة 1943 ان اصل المسجد العمري الكبير هو كنيسة حيث يقول (كانت في غزة عند الفتح الاسلامي كنيستان ولما كان سواد المسيحيين الاعظم قد دخلوا يؤمئذ في دين الاسلام فقد جاءوا فاتح غزة القائد العربي الكبير عمرو بن العاص وطلبوا اليه ان يقضي بينهم وبين اخوانهم الذين بقوا على دين النصرانية قائلين انهم ورثوا عن ابائهم واجدادهم تلك المعابد والكنائس ليقيموا فيها صلواتهم وطقوسهم الدينية والآن قد دخلوا في الدين الاسلامي وهم المالكون لتلك المعابد وقد طلبوا تقسيمها بينهم وبين اخوانهم الذين بقوا على دينهم تقسيماً بالحق، وقد قبل عمرو بن العاص دعواهم ونتيجة لذلك اخذ المسلمون المعبد الكبير لانهم الاكثرية واخذ النصاري المعبد الصغير لكونهم الاقلية).
ويرى سكيك ان هذه الحكاية موضوعة لا نصيب لها من الصحة، فالمعروف ان تحول غزة من النصرانية إلى الاسلام استغرق وقتاً بدأ عند الفتح وازداد بهجرة جماعات من العرب المسلمين سكنت غزة وضواحيها.
واشار إلى انه يبدو ان الحكاية تعود إلى السلطان صلاح الدين فهو الذي حول الكنيسة التي شيدها الصليبيون على انقاض الجامع العمري إلى مسجد وعذره في ذلك انها كانت قبل ذلك مسجداً.
فالجامع العمري اذن هو من انشاء الخليفة عمر بن الخطاب الذي حرص على اقامة المساجد في البلاد التي انتشر فيها الاسلام واختار موقع الهيكل الوثني القديم الذي تم هدمه من قبل قرنين من الزمان وحافظ على كنيسة القدس برفيويوس في محله الزيتون وسط المدينة.
اما المبنى الحالي للجامع فأصله كنيسة صليبية بناها فرسان القديس يوحنا قبل اكثر من ثمانية قرون ثم فتح صلاح الدين المدينة عقب موقعه حطين عام 1187م وقام بتحويل الكنيسة إلى مسجد وبقي هيكل البناء قائماً بما في ذلك قبة الجرس وانما طمس النقوش عن الجدران وبنى محراباً.
وقد اضاف المماليك على المسجد اضافات كثيرة منها بناء مئذنة في عهد السلطان الملك ابوالفتح حسام الدين لاجين الذي نال الحكم من سلفه بن قلاون ثم عاد ابوالفتح لحكم البلاد وشيد المئذنة كما تدل على ذلك نقوش على الباب الشرقي للمسجد جاء فيها امر بانشاء هذا الباب والمئذنة المباركة مولانا وسيدنا السلطان الملك المنصور حسام الدنيا والدين ابوالفتح لاجين المنصوري وتولى عمارتها العبدالقيدالي ربه الراجي الصفو سنقر السلحدار العلائي المنصوري في ايام ولايته وكان الفراغ منها في شعبان 697 هجرية.
اما بن قلاون فاضاف رواقاً كبيراً جنوبي المبنى القديم بعد ان ضاق المبنى بالمصلين ولا يزال الباب الجنوبي للجامعة جهة سوق القيصرية يحمل اسم الملك الناصر علي بلاطه عليها تاريخ (730 هـ ـ 1329 م).
واحتاج هذا المسجد الكبير إلى ترميمات واضافات في العهد العثماني الطويل بين ذلك تجديد المئذنة في عهد درويش حسين باشا متصرف غزة (1788م) اما الباب الشمالي فأنشأه نقيب الاشراف كمال الدين البكري في اواسط القرن الماضي. ورمم المسجد مجدداً عام (1874م) في عهد رؤوف باشا وتولى ذلك الكنج محمد.
وآخر ترميم لهذا المسجد كان على المجلس الاسلامي الاعلى الذي تولى ادارة اوقاف المسلمين في عهد الانتداب البريطاني وكتبت على بلاطه فوق الباب الغربي الجديد (جدد عمار هذا الجامع المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى 1345 هـ (1926م).
اما الاثر الثاني البارز للاتراك في غزة فهور جامع السيد هاشم الذي يحوي ضريح هاشم بن عبدالمناف جد النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي توفي في غزة في احدى رحلاته التجارية الصيفية اليها وقد بني الجامع المذكور عام 1851م (1268ه) بمساعي الحاج احمد بن محيي الدين الحسيني مفتي الاحناف بغزة لدى السلطان عبدالحميد وقد استعملت في بنائه الحجارة واعمدة من جامع الجارولي المنهار ومن البيمارستان وتبرع سكان المدينة وساهموا في البناء وامرت الحكومة العثمانية بتحويل ريع اوقاف البيمارستان إلى هذا الجامع لتقام فيه الشعائر الدينية وعهدت الحكومة إلى المفتي المذكور تولي الخطبة وصلاة الجمعة في هذا المسجد وتم تدشينه باحتفالات شعبية رائعة واستمر آل الحسني يحتفلون بذكرى افتتاحه يوم المولد النبوي الشريف حتى عام 1948 ويقع المسجد بمحله الدرج وقريب منه جامع الشيخ زكريا وجامع الشيخ خالد قرب محله الفواخير القديمة وشارع الوحدة الحالي وكانت في المسجد غرف صغيرة في الجهة الغربية يأوي اليها الغرباء وفي عهد الانتداب افتتح المجلس الاسلامي الاعلى في هذا الجامع مدرسة للمكفوفين.
ويعتبر جامع (كاتب ولاية) الشهير بحي الزيتون بغزة من الآثار التركية المهمة ويقول العوام ان هذا الجامع ظل بلقطة التركي (كاتب ولايات) وهو ملاصق لكنيسة الروم الارثوذكس بحيث تقترب المئذنة من جرس الكنيسة كثيراً واعتبره سكان المدينة انه مثال يدلل على على حسن الجوار والتعايش الودي بين مسلمي غزة ومسيحييها. وعلى باب هذا الجامع بلاطة نقش عليها ان الذي امر بانشاء ذلك المسجد هو (العبد الفقير احمد بك كاتب الولاية في اوائل ذي القعدة 995 هـ (1587م) وذلك ايام السلطان مراد بن السلطان سليم الثاني.
والاثر الثالث هو مسجد الغزالي بحي الشجاعية وهو ينسب إلى خان بردي الغزالي او حاكم عثماني في المدينة والاثر الرابع مسجد الشيخ خالد ويقع في حي البرح مقابل جامع الشيخ زكريا وهو مازال قديماً متداعياً للسقوط وقد بناه الشيخ خالد المتوفي 1348م ودفن فيه ايضاً وقد كان آخر تجديد له عام 1548م. كما دفن فيه فيما بعد الشيخ جماق جداسرة جماق واليه تنسب ساقية الجماقية.
وهناك مسجد الشيخ فرج في ذات الحي وقد حولته دائرة الاوقاف الفلسطينية إلى مخازن تجارية استغلالاً لموقعه التجاري وكان هذا المسجد صغيراً قد بني على بئر الشيخ فرج الذي كان عبداً لآل الخطاب وهي اسرة انقرضت بغزة والشيخ فرج من اصل سوداني ودفن في ذات المسجد رفات عائلة الخطاب وهي ترجع في الانتماء إلى سيدنا عمر بن الخطاب.
وكان في الجامع المذكور مدرسة اهلية كياب كما كانت تقام فيه حلقات الذكر للطريقة الصوفية العلاوية.
والاثر السادس هو جامع الغزالي في حي الشجاعية وينسب إلى حان بردي الغزالي اول حاكم عثماني في غزة والاثر السابع جامع الايبكي في محلة التفاح وهو جامع مدفون فيه الشيخ عبدالله الايبكي من مماليك عزالدين ايبك اول سلاطين المماليك ومن رجال القرن السابع وقد حرف العامة اسمه إلى الشيخ (نبك) وكان للشيخ عبدالله ولدان احدهما الشيخ احمد وله مزار باسم الشيخ أيبك شمالي مدينة غزة قرب مدرسة يافا حالياً.